responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 168

و روى الإمام أحمد عن الشعبي مرسلا قال: «انطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال: إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قد استعملك علينا و إن ابن فلان قد اتبع أمير القوم فليس لك معه أمر». فقال أبو عبيدة: «إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أمرنا أن نتطاوع فإنا أطيع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و إن عصاه عمرو» انتهى. فأطاع أبو عبيدة عمرا فكان عمرو يصلي بالناس، و صار معه خمسمائة، فسار حتى نزل قريبا منهم و هم شاقون، فجمع أصحابه الحطب يريدون أن يوقدوا نارا ليصطلوا عليها من البرد، فمنعهم، فشقّ عليهم ذلك، حتى كلمه في ذلك بعض المهاجرين فغالظه.

فقال له عمرو: «قد أمرت أن تسمع لي». قال: نعم. قال: فافعل.

و روى ابن حبّان، و الطبراني برجال الصحيح عن عمرو بن العاص رضي اللّه تعالى عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعثه في غزوة ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا فمنعهم. فكلّموا أبا بكر رضي اللّه تعالى عنه، فكلّمه فقال: «لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها» [1].

و روى الحاكم [2] عن بريدة رضي اللّه تعالى عنه قال: «بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عمرو بن العاص في سرية فيهم أبو بكر، و عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنهما، فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو ألّا يوقدوا نارا فغضب عمر بن الخطاب و همّ أن يأتيه، فنهاه أبو بكر و أخبره أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لم يستعمله إلا لعلمه بالحرب. فهدأ عنه، فسار عمرو الليل و كمن النهار حتى وطئ بلاد العدو و دوّخها كلها حتى انتهى إلى موضع بلغه أنه قد كان به جمع فلما سمعوا به تفرّقوا، فسار حتى إذا انتهى إلى أقصى بلادهم و لقي في آخر ذلك جمعا ليسوا بالكثير، فاقتتلوا ساعة و حمل المسلمون عليهم فهزموهم و تفرّقوا و دوّخ عمرو ما هنا لك و أقام أياما لا يسمع لهم بجمع و لا مكان صاروا فيه [إلا قاتلهم‌]. و كان يبعث أصحاب الخيل فيأتون بالشاء و النّعم فكانوا ينحرون و يأكلون و لم يكن أكثر من ذلك، لم يكن في ذلك غنائم تقسّم، كذا قال جماعة.

قال البلاذري فلقي العدوّ من قضاعة و عاملة، و لخم، و جذام، و كانوا مجتمعين ففضّهم و قتل منهم مقتلة عظيمة و غنم. و روى ابن حبّان و الطبراني عن عمرو أنهم لقوا العدوّ، فأراد المسلمون أن يتبعوهم فمنهم. و بعث عمرو عوف بن مالك الأشجعي رضي اللّه تعالى عنه بشيرا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بقفولهم و سلامتهم و ما كان في غزاتهم.


[1] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 323 و قال: رواه الطبراني بإسنادين و رجال الأول رجال الصحيح.

[2] أخرجه الحاكم 3/ 42 في كتاب المغازي و قال: هذا الحديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و أقره الذهبي.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست