responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 167

الباب السابع و الأربعون في سرية عمرو بن العاص رضي اللّه تعالى عنه إلى ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان‌

قال ابن عقبة و ابن إسحاق، و ابن سعد، و محمد بن عمر (رحمهم اللّه تعالى) و اللفظ له:

«بلغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن جمعا من قضاعة يريدون أن يدنوا إلى أطراف مدينة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فدعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عمرو بن العاص بعد إسلامه بسنة».

و عند ابن إسحاق أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعث عمرا يستنفر العرب إلى الشام، فعقد له لواء أبيض و جعل معه راية سوداء و بعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين و الأنصار، و أمره أن يستعين بمن مر به من العرب: من بليّ [1]، و عذرة، و بلقين، و ذلك أن عمرا كان ذا رحم فيهم، كانت أم العاص بن وائل بلويّة، فأراد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يتألفهم بعمرو.

و في حديث بريدة عند إسحاق بن راهويه أن أبا بكر قال: «إن عمرا لم يستعمله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلا لعلمه بالحرب». انتهى. و كان معه ثلاثون فرسا، فكان يكمن النهار و يسير الليل حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل و يقال السّلسل و بذلك سمّيت الغزوة ذات السلاسل بلغه أن لهم جمعا كثيرا فبعث عمرو رافع بن مكيث الجهني إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يخبره أن لهم جمعا كثيرا و يستمده. فبعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أبا عبيدة بن الجرّاح رضي اللّه تعالى عنه، و عقد له لواء، و بعث معه سراة المهاجرين كأبي بكر و عمر بن الخطاب، و عدّة من الأنصار رضي اللّه تعالى عنهم. و أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أبا عبيدة أن يلحق بعمرو بن العاص و أن يكونا جميعا و لا يختلفا- و كان أبو عبيدة في مائتي رجل حتى لحق بعمرو- فلما قدموا أراد أبو عبيدة أن يؤمّ الناس فقال عمرو: «إنما قدمت عليّ مددا لي و ليس لك أن تؤمني و أنا الأمير».

فقال المهاجرون: «كلا بل أنت أمير أصحابك و هو أمير أصحابه». فقال عمرو:، «لا، أنتم مدد لنا». فلما رأى أبو عبيدة الاختلاف و كان رجلا ليّنا حسن الخلق سهلا هيّنا عليه أمر الدنيا، يسعى لأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و عهده قال: «يا عمرو تعلمنّ أن آخر شي‌ء عهد إليّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن قال: «إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا و لا تختلفا، و إنك و اللّه إن عصيتني لأطيعنّك». و أطاع أبو عبيدة عمرا. فكان عمرو يصلي بالناس. و قال عمرو: «فإني الأمير عليك و أنت مددي». قال: «فدونك».


[1] انظر معجم البلدان 1/ 586.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست