responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 9

و قال ابن عقبة: زعموا أنّه ارتبط قريبا من عشرين ليلة. قال في البداية: و هذا أشبه الأقاويل، و قال ابن إسحاق: أقام مرتبطا خمسا و عشرين ليلة. قال أبو عمر: روى ابن وهب عن مالك عن عبد اللّه بن أبي بكر أن أبا لبابة ارتبط بسلسلة ربوض و الرّبوض الثّقيلة- بضع عشرة ليلة حتّى ذهب سمعه فما يكاد يسمع، و يكاد يذهب بصره. و كانت ابنته تحلّه إذا حضرت الصّلاة أو أراد أن يذهب لحاجته فإذا فرغ أعادت الرباط. و الظّاهر أنّ زوجته كانت تباشر حلّه مرّة و ابنته مرّة.

و أنزل اللّه تعالى- في توبة أبي لبابة وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ [التوبة 102] قال ابن إسحاق: حدّثني يزيد بن عبد اللّه بن قسيط: إن توبة أبي لبابة نزلت على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) من السحر و هو في بيت أمّ سلمة،

قالت أمّ سلمة: فسمعت رسول اللَّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) من السّحر و هو يضحك، قالت: فقلت: يا رسول اللّه ممّ تضحك؟ أضحك اللّه سنّك، قال: «تيب على أبي لبابة» قالت: فقلت أ فلا أبشّره يا رسول اللّه؟ قال: بلى إن شئت»

قال:

فقامت على باب حجرتها- و ذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب- فقالت: يا أبا لبابة، أبشر فقد تاب اللّه عليك قالت: فسار النّاس إليه ليطلقوه، فقال: لا و اللّه حتّى يكون رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- هو الّذي يطلقني بيده. فلمّا مرّ عليه خارجا إلى صلاة الصّبح أطلقه. قال السّهيليّ‌

و روى حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن علي بن الحسين- (رضوان اللّه عليهم أجمعين) - قال: إن فاطمة- رضي اللّه عنها. جاءت تحلّه فقال إنّي حلفت ألا يحلّني إلا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال النبي- (صلّى اللّه عليه و سلم): «إنّ فاطمة بضعة منّي»

قلت: علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، و علي بن الحسين روايته مرسلة-

قال أبو لبابة: يا رسول اللّه إنّ من توبتي أن أهجر دار قومي الّتي أصبت فيها الذنب، و أن أنخلع من مالي كلّه صدقة إلى اللّه و إلى رسوله. قال: «يجزئك الثّلث يا أبا لبابة»

[1].

ذكر نزول بني قريظة على حكم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ورده الأمر إلى سعد بن معاذ- رضي اللّه عنه-

فلمّا جهدهم الحصار، نزلوا على حكم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) بأسراهم فكتّفوا رباطا، و جعل على كتافهم محمد بن مسلمة، و نحّوا ناحية، و أخرجوا النّساء و الذّرّية من الحصون فكانوا ناحية و استعمل عليهم عبد اللّه بن سلام، و جمعت أمتعتهم و ما


[1] أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9745) و الطبري 9/ 46 و ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد ص (214) حديث (841).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست