responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 61

ذكر قدوم أبي بصير على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و رده إليهم و ما حصل له و لأصحابه من الفرج‌

روى عبد الرزاق و الإمام أحمد و عبد بن حميد و البخاريّ و أبو داود و النسائيّ عن المسور بن مخرمة، و البيهقيّ عن ابن شهاب الزّهريّ [1]. أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لمّا قدم المدينة من الحديبية أتاه أبو بصير عتبة- بضم العين المهملة- ابن أسيد- بوزن أمير- بن جارية- بجيم- الثقفي، حليف بني زهرة- مسلما قد أفلت من قومه- فسار على قدميه سعيا، فكتب الأخنس بن شريق، و أزهر بن عبد عوف الزّهريّ إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- كتابا و بعثا خنيس- بمعجمة و نون و آخره مهملة- مصغّر- ابن جابر من بني عامر بن لؤيّ، استأجراه ببكر بن لبون، و حملاه على بعير، و كتبا يذكران الصّلح الذي بينهم، و أن يردّوا إليهم أبا بصير، فخرج العامريّ و معه مولّى له يقال له كوثر دليلا، فقد ما بعد أبي بصير بثلاثة أيام فقرأ أبيّ بن كعب الكتاب على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فإذا فيه: قد عرفت ما شارطناك عليه، و أشهدنا بينك و بيننا من ردّ من قدم عليك من أصحابنا فابعث إلينا بصاحبنا.

فأمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أبا بصير أن يرجع معهما، و دفعه إليهما فقال: يا رسول اللّه تردّني إلى المشركين يفتنونني في ديني؟ فقال: «يا أبا بصير إنّا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، و لا يصلح لنا في ديننا الغدر و إنّ اللّه- تعالى جاعل لك و لمن معك من المسلمين فرجا و مخرجا»، فقال: يا رسول اللّه تردّنّي إلى المشركين؟!! قال: «انطلق يا أبا بصير، فإنّ اللّه سيجعل لك فرجا و مخرجا» فخرج معهما،

و جعل المسلمون يسرّون إلى أبي بصير: يا أبا بصير أبشر فإن اللّه جاعل لك فرجا و مخرجا، و الرّجل يكون خيرا من ألف رجل، فافعل و افعل: يأمرونه بقتل اللذين معه، و قال له عمر: أنت رجل، و معك السيف، فانتهيا به عند صلاة الظهر بذي الحليفة، فصلى أبو بصير في مسجدها ركعتين، صلاة المسافر، و معه زاد له من تمر يحمله، يأكل منه. و دعا العامري و صاحبه ليأكلا معه فقد ما سفرة فيها كسر فأكلوا جميعا و قد علّق العامريّ سيفه في الجدار و تحادثا. و لفظ عروة: فسلّ العامريّ سيفه ثمّ هزّه فقال: لأضربنّ بسيفي هذا في الأوس و الخزرج يوما إلى الليل. فقال له أبو بصير: أ صارم سيفك هذا؟ قال: نعم، قال: ناولنيه أنظر إليه إن شئت، فناوله إيّاه، فلمّا قبض عليه ضربه به حتى برد. قال ابن عقبة: و يقال بل تناول أبو بصير السّيف بفيه و صاحبه نائم، فقطع إساره ثمّ ضربه به حتّى برد، و طلب الآخر فجمز مذعورا مستخفيا، و في لفظ: و خرج كوثر هاربا يعدو نحو المدينة و هو عاضّ على أسفل ثوبه قد بدا طرف ذكره،


[1] أخرجه البخاري 5/ 329 في الشروط و أبو داود في الجهاد باب 167 و أحمد 4/ 331 و البيهقي في الدلائل 4/ 107 و في السنن 9/ 221 و عبد الرزاق في المصنف (9720) و انظر البداية و النهاية 4/ 176.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست