responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 60

ثلاثا- قلنا- و في لفظ قالوا- هنيئا مريئا لك يا رسول اللّه قد بين اللّه لك ما ذا يفعل بك، فما ذا يفعل بنا؟ فنزلت، و في لفظ فنزلت عليه: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [الفتح 5] حتّى بلغ‌ فَوْزاً عَظِيماً [1].

و روى ابن أبي شيبة، و الإمام أحمد، و البخاري في تاريخه، و أبو داود و النسائي، و ابن جرير، و غيرهم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه، قال: «أقبلنا من الحديبية» مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فبينا نحن نسير إذ أتاه الوحي، و كان إذا أتاه اشتدّ عليه، فسرّي عنه و به من السّرور ما شاء اللّه، فأخبرنا أنّه أنزل عليه‌ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً [2].

و روى البيهقي من طريق المسعودي عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: لمّا أقبل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من «الحديبية» جعلت ناقته تثقل فأنزل اللّه تعالى‌ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً فأدركنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من السّرور ما شاء، فأخبرنا أنها أنزلت عليه،

فبينا نحن ذات ليلة إذ عرّس بنا، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «من يحرسنا»؟ فقلت أنّا يا رسول اللّه، فقال: «إنّك تنام» ثمّ قال: «من يحرسنا» فقلت:

أنّا. فقال: أنت، فحرستهم، حتّى إذا كان وجه الصبح أدركني قول رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إنّك تنام، فما استيقظت إلّا بالشمس، فلما استيقظنا قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «إنّ اللّه لو شاء أن لا تناموا عنها لا تناموا، و لكنّه أراد أن يكون ذلك لمن بعدكم»، ثم قام فصنع كما كان يصنع، ثم قال: «هكذا لمن نام أو نسي من أمّتي» ثم ذهب القوم في طلبهم رواحلهم فجاءوا بهن غير راحلة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال: فقال لي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «اذهب هاهنا» و وجّهني وجها فذهبت حيث وجّهني فوجدت زمامها قد التوى بشجرة ما كانت تحلها الأيدي.

قال البيهقي:

كذا قال المسعودي عن جامع بن شدّاد: إن ذلك كان حين أقبلوا من الحديبية [3]، ثم روى من طريق شعبة- و ناهيك به عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة عن ابن مسعود قال: أقبلنا مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من غزوة تبوك قال البيهقي: يحتمل أن يكون مراد المسعوديّ بذكر الحديبية تاريخ نزول السّورة حين أقبلوا من الحديبية فقط، ثم ذكر معه حديث النّوم عن الصّلاة، و حديث الراحلة، و كانا في غزوة تبوك قلت لم ينفرد المسعوديّ بذلك، قال ابن أبي شيبة في المصنّف: حدثنا منذر عن شعبة عن جامع بن شداد به، و لا مانع من التعدد.


[1] أخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد ص (436) (1760)، و البيهقي 5/ 217 و أحمد 4/ 152، و الحاكم 4/ 460 و ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 71 و الخطيب في التاريخ 3/ 319، البيهقي في الدلائل 4/ 155.

[2] أخرجه البخاري في التفسير 8/ 582 (4833)، و البيهقي في الدلائل 4/ 155.

[3] أخرجه البيهقي في الدلائل 4/ 155.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست