responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 58

ذكر رجوع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-

روى مسلم عن سلمة بن الأكوع، و البيهقي عن ابن عباس، و ابن سعد، و البيهقي، و الحاكم عن أبي عمرة الأنصاري، و البزار، و الطبراني، و البيهقي عن أبي خنيس الغفاري، و محمد بن عمر عن شيوخه، يزيد بعضهم على بعض: أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لما انصرف من «الحديبية» نزل بمرّ «الظّهران» ثم نزل «بعسفان» و أرملوا من الزّاد، فشكا النّاس إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أنهم قد بلغوا من الجوع الجهد، و في الناس ظهر، فقالوا: ننحره يا رسول اللّه، و ندهن من شحومه و نتّخذ من جلوده أحذية فأذن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأخبر بذلك عمر ابن الخطاب فجاء إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: يا رسول اللّه لا تفعل، فإن يكن في النّاس بقيّة ظهر يكن أمثل، كيف بنا إذا نحن لقينا العدوّ غدا جياعا رجالا؟! و لكن إن رأيت أن تدعو النّاس ببقايا أزوادهم فتجمعها ثمّ تدعو فيها بالبركة فإنّ اللّه سيبلّغنا بدعوتك، و دعا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- النّاس ببقايا أزوادهم و بسط نطعا فجعل النّاس يجيئون بالحفنة من الطّعام و فوق ذلك، فكان أعلاهم من جاء بصاع تمر، فاجتمع زاد القوم على النّطع، قال سلمة: فتطاولت لأحرّركم هو فحررته كربضة عنز و نحن أربع عشرة مائة، فقام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فدعا بما شاء اللّه أن يدعو، فأكلوا حتّى شبعوا، ثم حشوا أوعيتهم، و بقي مثله،

فضحك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حتّى بدت نواجذه، و قال: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّي رسول اللّه، و اللّه لا يلقى اللّه- تعالى- عبد مؤمن بهما إلّا حجب من النّار».

ثم أذّن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في الرّحيل، فلما ارتحلوا أمطروا ما شاءوا و هم صائفون، فنزل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و نزلوا، فشربوا من ماء السّماء.

ثم قام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فخطبهم، فجاء ثلاثة نفر فجلس اثنان مع النبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و ذهب واحد معرضا،

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «ألا أخبركم عن الثّلاثة؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: أما واحد فاستحيا فاستحيا اللّه منه، و أمّا الآخر فتاب فتاب اللّه عليه، أمّا الثّالث فأعرض. فأعرض اللّه عنه».

و روى البيهقي عن عروة قال‌: قفل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- راجعا فقال رجل من أصحاب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت و صدّ هدينا. و ردّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- رجلين من المؤمنين كانا خرجا إليه، فبلغ ذلك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: «بئس الكلام، بل هو أعظم الفتح، قد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم. و يسألوكم القضيّة، و يرغبون إليكم في الأمان، و لقد رأوا منكم ما كرهوا، و أظفركم اللّه- تعالى- عليهم و ردّكم سالمين مأجورين فهو أعظم الفتح، أنسيتم يوم أحد؟ إذ تصعدون و لا تلوون على أحد، و أنا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست