responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 462

أحد من أهل الإسلام، و قد دنونا منهم، و قد أفزعهم دنوّك، فلو رجعنا هذه السنة حتى ترى أو يحدث اللّه لك أمرا.

و روى البيهقي و غيره بسند جيد عن عبد الرحمن بن غنم: أن اليهود أتوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوما فقالوا: يا أبا القاسم، إن كنت صادقا أنك نبيّ فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر و أرض الأنبياء، فصدّق ما قالوا، فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل اللّه تعالى آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة وَ إِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا [الإسراء 76، 77] فأمره اللّه تعالى بالرجوع إلى المدينة و قال: فيها محياك و مماتك و منها تبعث.

فرجع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأمره جبريل فقال: اسأل ربّك عزّ و جلّ، فإن لكل نبيّ مسألة- و كان جبريل له ناصحا، و كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- له مطيعا، قال: «فما تأْمرني أَن أَسأَل» قال: وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً

[الإسراء 80] [1] فهؤلاء الآيات أنزلت عليه في مرجعه من تبوك.

و في هذه الغزوة قال- (صلّى اللّه عليه و سلم)-

ما رواه عكرمة عن أبيه أو عن عمه عن جده- رضي اللّه عنه-: أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال في غزوة تبوك: «إذا وقع الطّاعون بأرض و أنتم بها فلا تخرجوا منها، و إذا كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها» [2] رواه الإمام أحمد و الطبراني من طرق‌

قال في بذل الطاعون يشبه- و اللّه أعلم- أن يكون السبب في ذلك أن الشام كانت قديم الزمان و لم تزل معروفة بكثرة الطواعين، فلما قدم النبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)- تبوك غازيا الشام لعله بلغه أن الطّاعون في الجهة التي كان يقصدها، فكان ذلك من أسباب رجوعه من غير قتال- و اللّه أعلم. انتهى.

قلت: قد ذكر جماعة أن طاعون شيرويه أحد ملوك الفرس، كان في أيام النبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أنه كان بالمدائن.

ذكر إرادة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الانصراف من تبوك إلى المدينة، و ما وقع في ذلك من الآيات، و قدر إقامته- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بتبوك‌

روى مسلم عن أبي هريرة. و إسحاق بن راهويه، و أبو يعلى، و أبو نعيم، و ابن عساكر عن عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنهما- و محمد بن عمر عن شيوخه قال شيوخ ابن عمر: و لمّا


[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 5/ 254.

[2] أحمد 1/ 175، 3/ 416، 5/ 373، و الطبراني في الكبير 1/ 90 و انظر المجمع 2/ 315 و الدولابي في الكنى 1/ 100، و الطحاوي في المعاني 4/ 306.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست