responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 448

الرجل فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستقطع حتى أن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه و يجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، إن اللّه عزّ و جل قد عوّدك في الدعاء خيرا، فادع اللّه تعالى لنا، قال «أ تحب ذلك؟» قال نعم فرفع يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت ثم سكبت، فملئوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر [1]، و روى ابن أبي حاتم عن ابن حرزة- (رحمه اللّه تعالى)- قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار في غزوة تبوك.

و نزلوا الحجر فأمرهم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: أن لا يحملوا من مائها شيئا ثم ارتحل، ثم نزل منزلا آخر و ليس معهم ماء، فشكوا ذلك إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقام فصلى ركعتين، ثم دعا فأرسل اللّه سبحانه و تعالى سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها، فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتّهم بالنفاق: ويحك قد ترى ما دعا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأمطر اللّه علينا السماء، فقال:

إنما أمطرنا بنوء كذا و كذا، فأنزل اللّه تعالى: وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ‌ [الواقعة 82] ذكر ابن إسحاق أن هذه القصة كانت بالحجر، و روي عن محمود بن لبيد عن رجال من قومه قال: كان رجل من المنافقين معروف نفاقه يسير مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حيثما سار، فلما كان من أمر الحجر ما كان، و دعا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حين دعا فأرسل اللّه تعالى السحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس، قالوا أقبلنا عليه نقول ويحك، هل بعد هذا شي‌ء؟ قال: سحابة مارة [2]

. ذكر إضلال ناقة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و ما وقع في ذلك من الآيات‌

قال محمد بن إسحاق، و محمد بن عمر- (رحمه اللّه تعالى): ثم إن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- سار حتى إذا كان ببعض الطريق متوجها إلى تبوك فأصبح في منزل فضلّت ناقة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال محمد بن عمر: هي القصواء- فخرج أصحابه في طلبها و عند رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عمارة بن حزم، و كان عقبيا بدريا، قتل يوم اليمامة شهيدا، و كان في رحله زيد بن اللّصيت، أحد بني قينقاع، كان يهوديا فأسلم فنافق و كان فيه خبث اليهود و غشهم، و كان مظاهرا لأهل النفاق، فقال زيد و هو في رحل عمارة بن حزم، و عمارة عند رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-:

محمد يزعم أنه نبي و هو يخبركم عن خبر السماء و هو لا يدري أين ناقته!!

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌ و عمارة عنده: «أن منافقا قال هذا محمد يزعم أنه نبي و يخبركم بأمر السماء و لا يدري أين ناقته، و إني و اللّه لا أعلم إلا ما علمني اللّه تعالى، و قد دلني اللّه عز و جل عليها، و هي في‌




[1] أخرجه البيهقي 9/ 357 و الدلائل 5/ 231 و ابن خزيمة (101) و ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1707) و انظر المجمع 6/ 195.

[2] المغازي (3/ 1009).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست