responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 43

ذكر قدوم بديل بن ورقاء الخزاعي و رسل قريش على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

لما اطمأن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالحديبية: جاءه بديل بن ورقاء- و أسلم بعد ذلك- في رجال من خزاعة، منهم: عمرو بن سالم، و خراش بن أميّة و خارجة بن كرز، و يزيد بن أميّة و كانوا عيبة نصح لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بتهامة، منهم المسلم و منهم الموادع. لا يخفون عنه بتهامة شيئا. فلمّا قدموا على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- سلّموا، فقال بديل بن ورقاء: جئناك من عند قومك، كعب بن لؤي، و عامر بن لؤي، قد استنفروا لك الأحابيش و من أطاعهم، قد نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العوذ المطافيل و النساء و الصبيان، يقسمون باللّه لا يخلّون بينك و بين البيت حتى تبيد خضراؤهم،

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «إنّا لم نأت لقتال أحد، إنما جئنا لنطوف بهذا البيت، فمن صدّنا عنه قاتلناه، إنّ قريشا قد أضرّت بهم الحرب و نهكتهم فإن شاءوا ماددتهم مدّة يأمنون فيها، و يخلّون فيما بيننا و بين النّاس،- و النّاس أكثر منهم- فإن أصابوني فذلك الّذي أرادوا و إن ظهر أمري على النّاس كانوا بين أن يدخلوا فيما دخل فيه النّاس أو يقاتلوا و قد جمّوا، و إن هم أبو فو اللّه لأجهدن على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي و لينفذنّ اللّه تعالى أمره».

فوعى بديل مقالة رسول اللّه و قال: سأبلّغهم ما تقول، و عاد و ركبه إلى قريش، فقال ناس منهم: هذا بديل و أصحابه، و إنّما يريدون أن يستخبروكم فلا تسألوهم عن حرف واحد، فلما رأى بديل أنّهم لا يستخبرونه قال: إنّا جئنا من عند محمد، أ تحبّون أن نخبركم عنه؟ فقال عكرمة بن أبي جهل، و الحكم بن العاص- و أسلما بعد ذلك- مالنا حاجة بأن تخبرونا عنه، و لكن أخبروه عنّا أنه لا يدخلها علينا عامه هذا أبدا حتى لا يبقى منّا رجل، فأشار عليهم عروة بن مسعود الثّقفي- و أسلم بعد ذلك- بأن يسمعوا كلام بديل فإن أعجبهم قبلوه و إلا تركوه، فقال صفوان ابن أميّة و الحارث بن هشام- و أسلما بعد ذلك- أخبرونا بالذي رأيتم و سمعتم، فقال بديل لهم: إنكم تعجلون على محمّد- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إنّه لم يأت لقتال إنما جاء معتمرا و أخبرهم بمقالة النبي- (عليه الصلاة و السلام)- فقال عروة: يا معشر قريش أ تتّهمونني؟ قالوا: لا.

قال: ألستم بالوالد! قالوا: بلى. قال: أ لست بالولد؟ قالوا: بلى و كان عروة لسبيعة بنت عبد شمس القرشية. قال: «ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ لنصركم فلمّا تبلّحوا عليّ نفرت إليكم بنفسي و ولدي و من أطاعني؟ قالوا: قد فعلت، ما أنت عندنا بمتّهم. قال: إني لكم ناصح، و عليكم شفيق، لا أدّخر عنكم نصحا، فإن بديلا قد جاءكم خطة رشد لا يردّها أحد أبدا إلا أحد شرّ منها. فاقبلوها منه، و ابعثوني حتّى آتيكم بمصداقها من عنده، و أنظر إلى من‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست