responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 42

قصة أخرى: روى البخاري في المغازي و في الأشربة، عن جابر بن عبد اللّه، عن سلمة ابن الأكوع- رضي اللّه عنهما- قالا: عطش الناس يوم الحديبية و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بين يديه ركوة،

و قال جابر في رواية: و قد حضر العصر، و ليس معنا ماء غير فضلة، فجعل في إناء فأتي به رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فتّوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «ما لكم؟» قالوا: يا رسول اللّه، ليس عندنا ماء نتوضّأ به، و لا نشرب إلا ما في ركوتك فأفرغتها في قدح، و وضع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يده في القدح، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا و توضّأنا،

فقال سالم بن أبي الجعد: فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنّا خمس عشرة مائة. [1]

ذكر نزول المطر في تلك الأيام و ما قاله رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في صبيحة المطر

روى الشيخان و أبو عوانة، و البيهقيّ عن زيد بن خالد- رضي اللّه عنه‌- قال: خرجنا مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة، فصلى بنا النبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الصّبح، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: أ تدرون ما ذا قال ربّكم؟ قلنا: اللّه و رسوله أعلم: قال: قال اللّه عز و جل:

«أصبح من عبادي مؤمن و كافر، فأما المؤمن من قال: مطرنا برحمة اللّه و بفضل اللّه فهو مؤمن بي و كافر بالكواكب، و أمّا من قال مطرنا بنجم كذا- و في رواية: بنوء كذا و كذا- فهو مؤمن بالكواكب كافر بي».

[2]

قال محمد بن عمر: و كان ابن أبيّ بن سلول قال: هذا نوء الخريف مطرنا بالشّعري.

و روى ابن سعد عن أبي المليح عن أبيه قال: أصابنا يوم الحديبية مطر لم يبلّ أسافل نعالنا، فنادى منادي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن صلّوا في رحالكم.

و أهدى عمرو بن سالم و بسر بن سفيان الخزاعيّان- رضي اللّه عنهما- بالحديبية لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- غنما و جزورا، و أهدى عمرو بن سالم لسعد بن عبادة- رضي اللّه عنه- جزرا- و كان صديقا له- فجاء سعد بالجزر إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أخبره أن عمرا أهداها له، فقال: «و عمرو قد أهدى لنا ما ترى، فبارك اللّه في عمرو» ثم أمر بالجزر تنحر و تقسم في أصحابه، و فرّق الغنم فيهم من آخرها

و شرك فيها فدخل على أم سلمة من لحم الجزور كنحو ما دخل على رجل من القوم، و شرك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في شاته، فدخل على أمّ سلمة بعضها، و أمر- (صلّى اللّه عليه و سلم)- للّذي جاء بالهدية بكسوة.


[1] أخرجه البخاري في المصدر السابقة (4152).

[2] أخرجه البخاري 5/ 259 (4147) و أخرجه مسلم في الإيمان (125) و البيهقي في دلائل النبوة 4/ 131.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست