responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 402

و روى البخاريّ عن عمرو بن تغلب قال: أعطى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قوما و منع آخرين فكأنهم عتبوا عليه فقال: «إني أعطي أقواما أخاف هلعهم و جزعهم، و أكل أقواما إلى ما جعل اللّه- تعالى- في قلوبهم من الخبر و الغنى، منهم عمرو بن تغلب»

[1].

قال عمرو: فما أحببت أنّ لي بكلمة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حمر النّعم.

ذكر عتب جماعة من الأنصار على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حين أعطى قريشا و لم يعط الأنصار شيئا و جمعه إياهم و استعطافه لهم‌

روى ابن إسحاق، و الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري، و الإمام أحمد، و الشيخان من طريق أنس بن مالك، و الشيخان عن عبد اللّه بن يزيد بن عاصم- رضي اللّه عنهم- أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أصاب غنائم حنين، و قسم للمتألّفين من قريش و سائر العرب ما قسم، و في رواية:

طفق يعطي رجلا المائة من الإبل، و لم يكن في الأنصار منها شي‌ء قليل و لا كثير، فوجد هذا الحيّ من الأنصار في أنفسهم، حتى كثر فيهم القالة حتّى قال قائلهم: يغفر اللّه- تعالى- لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إنّ هذا لهو العجب يعطي قريشا، و في لفظ الطّلقاء و المهاجرين، و يتركنا و سيوفنا تقطر من دمائهم، إذا كانت شديدة فنحن ندعى و يعطى الغنيمة غيرنا وددنا أنّا نعلم ممن كان هذا، فإن كان من أمر اللّه تعالى صبرنا، و إن كان من رأي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- استعتبناه [2].

و في حديث أبي سعيد: فقال رجل من الأنصار لأصحابه: لقد كنت أحدثكم أن لو استقامت الأمور لقد آثر عليكم. فردّوا عليه ردّا عنيفا. قال أنس: فحدّث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بمقالتهم،

و قال أبو سعيد: فمشى سعد بن عبادة إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: يا رسول اللّه: إنّ هذا الحيّ قد وجدوا عليك في أنفسهم. قال: «فيم» قال: فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك و في سائر العرب و لم يكن فيهم من ذلك شي‌ء، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «فأين أنت من ذلك يا سعد»؟ قال: ما أنا إلا امرؤ من قومي، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، و في لفظ في هذه القبّة، فإذا اجتمعوا فأعلمني»، فخرج سعد يصرخ فيهم حتّى جمعهم في تلك الحظيرة.

و قال أنس: فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبّة من أدم و لم يدع غيرهم، فجاء رجال من المهاجرين فأذن لهم فيهم، فدخلوا، و جاء آخرون فردهم، حتى إذا لم يبق أحد من الأنصار إلّا اجتمع له. أتاه فقال يا رسول اللّه: قد اجتمع لك هذا الحيّ من الأنصار حيث أمرتني أن‌




[1] أخرجه البخاري 6/ 288 (3145).

[2] أخرجه البخاري من حديث أنس (3147).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست