responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 394

ذكر دعائه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على من أبى أن يرد شيئا من السبي أن يخيس‌

روى أبو نعيم عن عطية السّعدي- رضي اللّه عنه- أنّه كان ممن كلّم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في سبي هوازن، و كلّم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أصحابه، فردّوا عليهم سبيهم إلّا رجلا واحدا، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «اللّهمّ أخس سهمه» فكان يمرّ بالجارية فيدع ذلك حتّى مرّ بعجوز، فقال آخذ هذه فإنها أمّ حي فيفدونها عليه. فكبّر عطية و قال: خذها.

خذها و اللّه ما فوها ببارد* * * و لا ثديّها بناهد

و لا زوجها بواحد* * * عجوز يا رسول اللّه مالها أحد

فلما رأى أنّه لا يعرض لها أحد تركها.

و ذكر ابن إسحاق و محمد بن عمر و اللفظ له: أنّ عيينة بن حصن حين أبى أن يردّ حظّه من السّبي خيّروه في ذلك، فنظر إلى عجوز كبيرة، فقال: هذه أمّ الحيّ، لعلهم أن يغلوا فداءها، فإنّه عسى أن يكون لها في الحيّ نسب، فجاء ابنها إلى عيينة فقال: هل لك في مائة من الإبل؟ فقال عيينة: لا، فرجع عنه و تركه ساعة فقالت العجوز: ما أربك فيّ، بعد مائة ناقة، أتركه فما أسرع أن يتركني بغير فداء، فلمّا سمعها عيينة قال: ما رأيت كاليوم خدعة، قال: ثم مرّ عليه ابنها فقال له عيينة: هل لك في العجوز لما دعوتني إليه؟ قال ابنها: لا أزيدك على خمسين. قال عيينة: لا أفعل، قال: فلبث ساعة ثم مر به أخرى و هو يعرض عنه فقال له عيينة:

هل لك في العجوز بالّذي بذلت لي؟ قال الفتى: لا أزيدك على خمس و عشرين فريضة هذا الّذي أقوى عليه، قال عيينة: لا أفعل و اللّه، بعد مائة فريضة خمس و عشرون!! فلمّا تخوّف عيينة أن يتفرّق الناس و يرتحلوا، جاء عيينة فقال: هل لك إلى ما دعوتني إليه إن شئت؟ فقال الفتى: هل لك في عشر فائض أعطيكها، قال عيينة: و اللّه لا أفعل، قال الفتى:

و اللّه ما ثديها بناهد و لا بطنها بوالد، و لا فوها ببارد، و لا صاحبها بواجد، فأخذتها من بين من ترى، قال عيينة: خذها لا بارك اللّه لك فيها، فقال الفتى: إنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد كسا السّبي فاخطأها من بينهم بالكسوة، فهل أنت كاسيها ثوبا؟ فقال: لا و اللّه ما ذلك لها عندي، قال: لا و تفعل، فما فارقه حتّى أخذ منه سمل ثوب، ثم ولّى الفتى و هو يقول: و اللّه إنّك لغير بصير بالفرض.

و ذكر محمد بن إسحاق انّه ردها بستّ فرائض.

و روى البيهقي عن الإمام الشّافعي- رضي اللّه عنه- أنّه ردّها بلا شي‌ء.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست