responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 38

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «فسيروا على اسم اللّه».

و دنا خالد بن الوليد في خيله حتى نظر إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أصحابه فصف خيله فيما بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و بين القبلة- فأمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عبّاد بن بشر- رضي اللّه عنه- فتقدّم في خيله، فقام بإزائه، فصفّ أصحابه، و حانت صلاة الظّهر، فأذّن بلال، و أقام، فاستقبل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) القبلة- و صفّ النّاس خلفه، فركع بهم ركعة و سجد، ثم سلّم، فقاموا على ما كانوا عليه من التّعبئة. فقال خالد بن الوليد: قد كانوا على غرّة لو حملنا عليهم أصبنا منهم و لكن تأتي الساعة صلاة أخرى هي أحب إليهم من أنفسهم و أبنائهم، فنزل جبريل بين الظهر و العصر بهذه الآية: وَ إِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَ لْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَ لْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى‌ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَ لْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَ أَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً، وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى‌ أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَ خُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً [النساء 102] فحانت صلاة العصر، فصلّى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- صلاة الخوف، و ستأتي كيفيتها في أبواب صلواته- (صلّى اللّه عليه و سلم).

ذكر مسير رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى الحديبية من غير طريق خالد بن الوليد و ما وقع في ذلك من الآيات‌

روى البزّار بسند رجاله ثقات عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- مختصرا، و محمد بن عمر عن شيوخه قالوا: لمّا أمسى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال: «تيامنوا في هذا العصل و في رواية اسلكوا ذات اليمين بين ظهور الحمض، فإن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة» كره رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن يلقاه و كان بهم رحيما، فقال: «تيامنوا فأيكم يعرف «ثنيّة ذات الحنظل»؟ فقال بريدة بن الحصيب: بحاء مضمومة فصاد مفتوحة مهملتين فتحتية فموحدة مهملتين فتحتية- الأسلمي: أنا يا رسول اللّه عالم بها، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-:

«اسلك أمامنا»

فأخذ بريدة في العصل- قبل جبال سراوع قبل المغرب، فو اللّه ما شعر بهم خالد حتّى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، فسلك بريدة بهم طريقا وعرا أجرل [1] بين شعاب، و سار قليلا تنكّبه الحجارة و تعلّقه الشجر، و صار حتى كأنه لم يعرفهما قط. قال: فو اللّه إني كنت أسلكها في الجمعة مرارا، فنزل حمزة بن عمرو الأسلمي، فسار بهم قليلا، ثم سقط في خمر الشجر فلا يدري أين يتوجّه، فنزل عمرو بن عبدنهم الأسلمي فانطلق‌


[1] أجرل: الجرل الحجارة و قيل الشجر مع الحجارة، انظر لسان العرب 1/ 603.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست