responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 37

محمد كذا و كذا، حتى ينتهي إلى قريش ببلدح و رجع بشر بن سفيان [1] الذي بعثه عينا له من مكّة و قد علم خبر مكّة و القوم، فلقي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بغدير الأشطاط [2] وراء عسفان فقال:

يا رسول اللّه!! هذه قريش سمعت بمسيرك، فخرجوا و معهم العوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النّمور، و قد نزلوا بذي طوّى يعاهدون اللّه لا تدخلها عليهم أبدا، و هذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدّمها إلى كراع الغميم،

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب، ما ذا عليهم لو خلّوا بيني و بين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان ذلك الّذي أرادوا، و إن أظهرني اللّه تعالى عليهم دخلوا في الإسلام وافرين و إن لم يفعلوا قاتلوا و بهم قوّة، فما تظن قريش؟ فو اللّه لا أزال أجاهدهم على الّذي بعثني اللّه تعالى به حتّى يظهره اللّه- تعالى- أو تنفرد هذه السّالفة».

ذكر مشاورته- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و صلاته صلاة الخوف‌

ثم قام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في المسلمين فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:

«أمّا بعد: يا معشر المسلمين أشيروا عليّ أ ترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الّذين أعانوهم فنصيبهم» و قال: «فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين و إن يأتونا تكن عنقا. و في لفظ: عينا- قطعها اللّه، أم ترون أن نؤمّ البيت فمن صدّنا عنه قاتلناه؟»

فقال أبو بكر- رضي اللّه عنه-: اللّه و رسوله أعلم، يا رسول اللّه إنّما جئنا معتمرين و لم نجئ لقتال أحد، و نرى أن نمضي لوجهنا، فمن صدّنا عن البيت قاتلناه، و وافقه على ذلك أسيد بن الحضير.

و روى ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة عن أبيه و محمد بن عمر عن شيوخه. أن المقداد بن الأسود- رضي اللّه عنه- قال بعد كلام أبي بكر: إنّا و اللّه يا رسول اللّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها: اذهب أنت و ربّك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون و لكن اذهب أنت و ربّك فقاتلا إنّا معكم مقاتلون» انتهى.


[1] (بشر) بن سفيان العتكي ... ذكر الخرائطي في الهواتف من طريق عبد اللّه بن العلاء عن الزهري عن عبد اللّه بن الحارث عن أبيه عن ابن عباس قال لما توجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يريد مكة في عام الحديبية قدم عليه بشر بن سفيان العتكي فسلم عليه فقال له يا بشر هل عندك علم أن أهل مكة علموا بمسيري فقال بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه إني لأطوف بالبيت في ليلة كذا و سمى الليلة التي أنشئوا لها السفر و قريش في أنديتها إذ صرخ صارخ في أعلى أبي قبيس بصوت أسمع قاصيهم و دانيهم يقول‌

سيروا فصاحبكم قد سار نحوكم‌* * * سيروا إليه و كونوا معشرا كرما

فذكر أبياتا فارتجت مكة و اجتمعوا عند الكعبة فتحالفوا و تعاقدوا أن لا تدخلها عليهم فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هذا شيطان الأصنام يوشك أن يقتله اللّه ثم ذكر إرساله إلى مكة يتجسس أخبارهم و ذكر بقية القصة، الإصابة 1/ 156.

[2] غدير الأشطاط: اسم موضع قريب من عسفان، انظر مراصد الإطلاع 1/ 81.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست