responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 338

ذكر جمع غنائم حنين‌

لما انهزم القوم أمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) بالغنائم أن تجمع، و نادى مناديه: من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يغّل، و جعل الناس غنائمهم في موضع حيث استعمل عليها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم).

و روى الحاكم بسند صحيح عن عبادة بن الصّامت- رضي اللّه عنه- قال: أخذ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم حنين و برة من بعير، ثم قال: «يا أيّها النّاس، إنّه لا يحلّ لي ممّا أفاء اللّه- تعالى- عليكم قدر هذه إلّا الخمس، و الخمس مردود عليكم، فأدّوا الخيط و المخيط، و إيّاكم و الغلول فإنّه عار على أهله يوم القيامة»

و ذكر الحديث [1].

و كان عقيل بن أبي طالب دخل على زوجته و سيفه ملطّخ بدم، فقالت: إنّي علمت أنّك قاتلت اليوم المشركين، فما ذا أصبت من غنائمهم؟ فقال: هذه الإبرة، تخيطين بها ثيابك، فدفعها إليها، ثم خرج فسمع منادي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقول: من أصاب شيئا من المغنم فليردّه، فرجع عقيل إلى امرأته و قال: و اللّه ما أرى إبرتك إلا قد ذهبت منك، فأخذها فألقاها في المغانم.

و جاء رجل بكبّة من شعر فقال: يا رسول اللّه أضرب بهذه برذعة لي: فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «أمّا ما كان لي و لبني عبد المطّلب فهو لك»

[2].

و أتى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الناس يوم حنين في قبائلهم يدعوهم و أنه ترك قبيلة من القبائل وجدوا في برذعة رجل منهم عقدا من جزع غلولا، فأتاهم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فكبّر عليهم، كما يكبّر على الميت.

و أصاب المسلمون يومئذ السّبايا، فكانوا يكرهون أن يقعوا عليهنّ و لهنّ أزواج فسألوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عن ذلك، فأنزل اللّه تعالى‌ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ‌ [النساء 24] و قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يومئذ: «لا توطأ حامل من السّبي حتى تضع، و لا غير ذات حمل حتى تحيض»

[3].

و لمّا جمعت الغنائم أمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن تنحدر إلى الجعرانة، فوقف بها إلى أن انصرف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من حصار الطائف.


[1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 49 و البيهقي 6/ 303 و النسائي 7/ 131 و ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1693).

[2] أخرجه احمد 2/ 184، 218 و النسائي 6/ 263.

[3] أخرجه أبو داود (2157) و احمد 3/ 62 و الحاكم 2/ 95 و البيهقي في السنن الكبرى 5/ 359، 7/ 449، 9/ 124، و الدارمي 2/ 171 و انظر نصب الراية 3/ 233.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست