responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 333

قال محمد بن عمر: و ذكر للنبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن رجلا كان بحنين قاتل قتالا شديدا، حتّى اشتدّت به الجراح، قال: «إنّه من أهل النّار» فارتاب بعض النّاس من ذلك، و وقع في قلوب بعضهم ما اللّه تعالى به أعلم، فلما آذته جراحته، أخذ مشقصا من كنانته فانتحر به، فأمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بلالا أن ينادي: ألا لا يدخل الجنة إلّا مؤمن، إنّ اللّه- تعالى- يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر»

[1].

قال محمد بن عمر: و أمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بطلب العدوّ و قال لخيله إن قدرتم على «بجاد» رجل من بني سعد بن بكر فلا يفلتن منكم، و قد كان أحدث حدثا عظيما، كان قد أتاه رجل مسلم فأخذه فقطعه عضوا عضوا ثم حرّقه بالنار، و كان قد عرف جرمه فهرب فأخذته الخيل فضموه إلى الشيماء بنت الحارث بن عبد العزّى، أخت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من الرّضاعة، و أتعبوها في السّياق، فتعبت الشّيماء بتعبهم، فجعلت تقول: إنّي و اللّه أخت صاحبكم، فلا يصدّقونها، و أخذها طائفة من الأنصار، و كانوا أشد النّاس على هوازن- فأتوا بها إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقالت: يا محمد!! إني أختك. فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «و ما علامة ذلك؟ فأرته عضّة بإبهامها، و قالت: عضة عضضتنيها و أنا متورّكتك بوادي السرر و نحن يومئذ نرعى البهم، و أبوك أبي، و أمك أمي، و قد نازعتك الثّدى، و تذكّر يا رسول اللّه حلابي لك عنز أبيك أطلان، فعرف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- العلامة، فوثب قائما، فبسط رداءه، ثمّ قال: «اجلسي عليه» و رحّبّ بها، و دمعت عيناه، و سألها عن أمّه و أبيه، فأخبرته بموتهما فقال: «إن أحببت فأقيمي عندنا محبّبة مكرّمة، و إن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتك و رجعت إلى قومك» [2] قالت: بل أرجع إلى قومي، فأسلمت، فأعطاها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ثلاثة أعبد و جارية و أمر لها ببعير أو بعيرين و قال لها: «ارجعي إلى الجعرانة تكونين مع قومك، فأنا أمضي إلى الطائف» فرجعت إلى الجعرانة، و وافاها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالجعرانة فأعطاها نعما و شاء، و لمن بقي من أهل بيتها، و كلمته في بجاد أن يهبه لها و يعفو عنه ففعل- (صلّى اللّه عليه و سلم).

ذكر قتل دريد بن الصمة

قال ابن إسحاق، و محمد بن عمر، و غيرهما: لما هزم اللّه- تعالى- هوازن أتوا للطّائف و معهم مالك بن عوف، و عسكر بعضهم بأوطاس، و توجّه بعضهم نحو نخلة بنو عيرة من ثقيف، فبعث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- خيلا تتبع من سلك نخلة و لم تتبع من سلك الثّنايا، و أدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة من بني سليم دريد بن الصّمة، فأخذ بخطام جمله، و هو يظن‌


[1] المغازي للواقدي 3/ 917.

[2] المغازي للواقدي 3/ 913.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست