responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 247

ليلة الفتح، لم يزالوا في تكبير و تهليل و طواف بالبيت حتى أصبحوا فقالوا أبو سفيان لهند:

أ ترين هذا من اللّه؟ قالت: نعم هذا من اللّه قال: ثم أصبح فغدا أبو سفيان إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قلت لهند أ ترين هذا من اللّه؟ قالت: نعم هذا من اللّه»

فقال أبو سفيان: أشهد أنّك عبد اللّه و رسوله، و الذي يحلف به ما سمع قولي هذا أحد من النّاس إلا اللّه عز و جل و هند.

و روى ابن سعد، و الحارث بن أبي أسامة، و ابن عساكر عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم- (رحمه اللّه تعالى)- قال: خرج رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أبو سفيان جالس في المسجد فقال أبو سفيان: ما أدري بما يغلبنا محمّد؟ فأتاه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فضرب صدره و قال: «باللّه- تعالى- نغلبك» فقال أبو سفيان: أشهد أنّك رسول اللّه‌

[1].

و روى العقيلي و ابن عساكر عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى- عنهما- قال: لقي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أبا سفيان بن حرب في الطّواف فقال: «يا أبا سفيان هل كان بينك و بين هند كذا و كذا؟ فقال أبو سفيان: فشت عليّ هند سرّي، لأفعلن بها و لأفعلن، فلما فرغ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من طوافه لحق بأبي سفيان فقال: «يا أبا سفيان، لا تكلّم هندا فإنّها لم تفش من سرّك شيئا» فقال أبو سفيان: أشهد أنك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم).

ذكر مبايعته- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الناس على الإسلام‌

روى الإمام أحمد، و البيهقي عن الأسود بن خلف- رضي اللّه تعالى عنه- أنه رأى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يبايع النّاس يوم الفتح. قال: جلس عند قرن مسفلة، فبايع النّاس على الإسلام فجاءه الكبار و الصّغار، و الرّجال و النّساء، فبايعهم على الإيمان باللّه- تعالى- و شهادة أن لا إله إلا اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله [2].

و قال الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير- (رحمه اللّه تعالى)-: اجتمع الناس بمكّة لبيعة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على الإسلام، فجلس لهم- فيما بلغني- على الصفا، و عمر بن الخطاب أسفل من مجلس رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأخذ على الناس السمع و الطاعة للّه و لرسوله فيما استطاعوا، فلما فرغ من بيعة الرّجال بايع النساء و فيهنّ هند بنت عتبة، امرأة أبي سفيان متنقّبة متنكّرة خوفا من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن يخبرها بما كان من صنيعها بحمزة، فهي تخاف أن يأخذها بحدثها ذلك، فلما دنين من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال: «بايعنني على ألا تشركن باللّه‌




[1] العقيلي في الضعفاء 1/ 226، 3/ 57، و ابن عساكر كما في التهذيب 6/ 406، و الطحاوي في المعاني 4/ 314 و ابن حجر في اللسان 4/ 178.

[2] أحمد في 3/ 415.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست