responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 208

رؤوسهما و يقول: لا أفارق عبادتكما حتّى أموت على ما مات عليه أبي، إبراء لقريش مما اتهموه به، فلما رأته قريش، قاموا إليه فقالوا: ما وراءك؟ هل جئت بكتاب من محمد أو زيادة في مدّة ما نأمن به أن يغزونا محمد؟ فقال: و اللّه لقد أبي عليّ، و في لفظ: لقد كلمته، فو اللّه ما ردّ على شيئا، و كلمت أبا بكر فلم أجد فيه خيرا، ثم جئت ابن الخطّاب- رضي اللّه عنه- فوجدته أدنى العدو، و قد كلمت علية أصحابه، فما قدرت على شي‌ء منهم إلا أنّهم يرمونني بكلمة واحدة، و ما رأيت قوما أطوع لملك عليهم منهم له، إلّا أن عليا لما ضاقت بي الأمور قال: أنت سيد بني كنانة، فأجر بين النّاس، فناديت بالجوار، فقال محمد «أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة!!» لم يزدني قالوا: رضيت بغير رضى، و جئت بما لا يغنى عنّا و لا عنك شيئا، و لعمر اللّه ما جوارك بجائز، و إنّ إخفارك عليهم لهيّن، ما زاد عليّ من أن لعب بك تلعبا. قال: و اللّه ما وجدت غير ذلك.

ذكر مشاورته- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أبا بكر و عمر- رضي اللّه عنهما- في غزوة قريش‌

روى ابن أبي شيبة عن محمد بن الحنفيّة- (رحمه اللّه)- عن أبي مالك الأشجعي- رضي اللّه عنه- قال: خرج رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من بعض حجره فجلس عند بابها- و كان إذا جلس وحده لم يأته أحد حتى يدعوه-، فقال «أدع لي أبا بكر». فجاء فجلس أبو بكر بين يديه، فناجاه طويلا، ثم أمره فجلس عن يمينه، ثمّ قال: «ادع لي عمر» فجاء فجلس إلى أبي بكر فناجاه طويلا، فرفع عمر صوته فقال: «يا رسول اللّه هم رأس الكفر، هم الذين زعموا أنّك ساحر، و أنك كاهن، و أنك كذّاب، و أنك مفتر»، و لم يدع عمر شيئا، ممّا كان أهل مكة يقولونه إلّا ذكره، فأمره أن يجلس إلى الجانب الآخر، فجلس أحدهما عن يمينه و الآخر عن شماله ثمّ دعا الناس فقال: «ألا أحدّثكم بمثل صاحبيكم هذين؟ فقالوا: نعم يا رسول اللّه، فأقبل بوجهه إلى أبي بكر فقال: «إنّ إبراهيم كان ألين في اللّه تعالى من الدّهن الليّن، ثم أقبل على عمر، فقال: «إنّ نوحا كان أشدّ في اللّه من الحجر، و إنّ الأمر أمر عمر، فتجهزوا و تعاونوا، فتبعوا أبا بكر

فقالوا: يا أبا بكر، إنا كرهنا أن نسأل عمر عمّا ناجاك به رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال: قال لي:

«كيف تأمرني في غزو مكة؟» قال: قلت يا رسول اللّه!! هم قومك، حتّى رأيت أنّه سيطيعني، ثم دعا عمر فقال عمر: هم رأس الكفر، حتّى ذكر له كل سوء كانوا يقولونه، و أيم اللّه و أيم اللّه لا تذلّ العرب حتى تذل أهل مكة، و قد أمركم بالجهاد ليغزوا مكة [1].


[1] أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 506 و أحمد 3/ 398.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست