responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 205

رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأناخ راحلته بباب المسجد، فدخل و قريش في أنديتها، فأخبرهم أنه رسول رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أخبرهم بالذي أمره رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- به فقال قرظة بن عبد عمرو الأعمى: أمّا أن ندي قتلى خزاعة فإن نفاثة فيهم عرام فلا نديهم حتى لا يبقى لنا سبد و لا لبد، و أما أن نتبرأ من حلف نفاثة فإنه ليس قبيلة من العرب تحجّ هذا البيت أشد تعظيما له من نفاثة، و هم حلفاؤنا، فلا نبرأ من حلفهم، أو لا يبقى لنا سبد و لا لبد، و لكن ننبذ إليه على سواء، فرجع ضمرة إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بذلك من قولهم.

و ندمت قريش على ردّ رسول رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و بعثت أبا سفيان فذكر قصة مجيئه إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- كما سيأتي.

ذكر إخباره- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بأن أبا سفيان سيقدم ليجدد العهد فكان كما أخبر

روى محمد بن عمر عن حزام بن هشام عن أبيه- (رحمهما اللّه)- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «لكأنّكم بأبي سفيان قد جاء يقول: جدّد العهد و زد في الهدنة، و هو راجع بسخطه».

و روى عبد الرزّاق عن نعيم مولى ابن عباس، و ابن أبي شيبة عن عكرمة، و محمد بن عمر عن شيوخه، و اللفظ له: أن الحارث بن هشام، و عبد اللّه بن أبي ربيعة مشيا إلى أبي سفيان بن حرب، فقالا: هذا أمر لا بدّ له من أن يصلح، و اللّه لئن لم يصلح هذا الأمر لا يروعكم إلا محمد في أصحابه، فقال أبو سفيان: قد رأت هند بنت عتبة رؤيا كرهتها و أفظعتها.

و خفت من شرّها، قالوا: و ما هي؟ قال: رأت دما أقبل من الحجون يسيل حتّى وقف بالخندمة مليا، ثم كأن ذلك الدّم لم يكن، فكره القوم الرّؤيا.

و قال أبو سفيان: لما رأى ما رأى من الشّر: هذا و اللّه أمر لم أشهده، و لم أغب عنه، لا يحمل هذا إلا عليّ، و لا و اللّه ما شوورت فيه، و لا هويته حين بلغني، و اللّه ليغزونا محمد إن صدقني ظني، و هو صادقي، و ما بد من أن آتي محمدا فأكلمه أن يزيد في الهدنة و يجدّد العهد. فقالت قريش: قد و اللّه أصبت، و ندمت قريش على ما صنعت من عون بني بكر على خزاعة، و تحرّجوا أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لم يدعهم حتى يغزوهم. فخرج أبو سفيان، و خرج معه مولى له على راحلتين، فأسرع السّير و هو يرى أنه أوّل من خرج من مكة إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فلقي بديل بن ورقاء بعسفان، فأشفق أبو سفيان أن يكون بديل جاء رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بل كان اليقين عنده، فقال للقوم: أخبرونا عن يثرب متى عهدكم بها؟ قالوا: لا علم لنا بها، فعلم أنهم كتموه، فقال: أما معكم من تمر يثرب شي‌ء تطعموناه، فإن لتمر يثرب فضلا على تمور تهامة؟

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست