responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 201

ذكر نقض قريش العهد

لما دخل شعبان على رأس اثنين و عشرين شهرا من صلح الحديبية، كلمت بنو نفاثة و بنو بكر أشراف قريش أن يعينوهم بالرّجال و السّلاح على عدوّهم من خزاعة، و ذكّروهم القتلى الذين أصابت خزاعة منهم، و أرادوا أن يصيبوا منهم ثأر أولئك النّفر الذين أصابوا منهم في بني الأسود بن رزن، و ناشدوهم بأرحامهم، و أخبروهم بدخولهم في عقدهم و عدم الإسلام، و دخول خزاعة في عقد محمد و عهده، فوجدوا القوم إلى ذلك سراعا، إلا أن أبا سفيان بن حرب لم يشاور في ذلك و لم يعلم، و يقال إنهم ذاكروه فأبى ذلك، فأعانوا بالسّلاح و الكراع و الرّجال، و دسّوا ذلك سرا لئلّا تحذر خزاعة، و خزاعة آمنون غارون لحال الموادعة، و لما حجز الإسلام بينهم.

ثم اتّعدت قريش و بنو بكر و بنو نفاثة الوتير، و هو موضع أسفل مكة، و هو منازل خزاعة فوافوا للميعاد فيهم رجال من قريش من كبارهم متنكرون منتقبون، صفوان بن أمية، و عكرمة بن أبي جهل، و حويطب بن عبد العزى، و شيبة بن عثمان- و أسلموا بعد ذلك- و مكرز بن حفص، و أجلبوا معهم أرقاءهم، و رأس بني بكر نوفل بن معاوية الدّئلي- و أسلم بعد ذلك- فبيّتوا خزاعة ليلا و هم غارون آمنون- و عامّتهم صبيان و نساء و ضعفاء الرّجال، فلم يزالوا يقتلونهم حتى انتهوا إلى أنصاب الحرم، فقال أصحاب نوفل بن معاوية له: يا نوفل إلهك إلهك قد دخلت الحرم! فقال: كلمة عظيمة، لا إله لي اليوم، يا بني بكر، لعمري إنكم لتسرقون الحاج في الحرم، أ فلا تدركون ثأركم من عدوكم، و لا يتأخر أحد منكم بعد يومه عن ثأره؟! فلمّا انتهت خزاعة إلى الحرم دخلت دار بديل بن ورقاء، و دار مولى لهم يقال له رافع الخزاعيين، و انتهوا بهم في عماية الصّبح، و دخلت رؤساء قريش منازلهم و هم يظّنون أنهم لا يعرفون، و أنه لا يبلغ هذا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أصبحت خزاعة مقتّلين على باب بديل و رافع.

و قال سهيل بن عمرو لنوفل بن الحرث: قد رأيت الّذي صنعنا بك و بأصحابك و من قتلت من القوم، و أنت قد حصدتهم تريد قتل من بقي، و هذا ما لا نطاوعك عليه، فاتركهم فتركهم، فخرجوا و ندمت قريش، و ندموا على ما صنعوا، و عرفوا أنّ هذا الذي صنعوه نقض للذّمة و العهد الذي بينهم و بين رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و جاء الحارث بن هشام، و عبد اللّه بن أبي ربيعة إلى صفوان بن أمية، و إلى سهيل بن عمرو و عكرمة بن أبي جهل فلاموهم بما صنعوا من عونهم بني بكر على خزاعة- و قالوا: إنّ بينكم و بين محمد مدّة و هذا نقض لها.

ذكر إعلامه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بما حصل لخزاعة يوم أصيبوا

روى محمد بن عمر- (رحمه اللّه تعالى)- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال لعائشة صبيحة كانت وقعة بني نفاثة و خزاعة بالوتير: «يا عائشة: لقد حدث في خزاعة أمر» فقالت عائشة: يا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست