responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 200

الباب السابع و العشرون في غزوة الفتح الأعظم الّذي أعزّ اللّه تعالى به دينه و رسوله و جنده و حرمه الأمين‌

و هو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، و ضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، و دخل الناس في دين اللّه أفواجا، و أشرق به وجه الأرض ضياء و ابتهاجا، و كان في شهر رمضان سنة ثمان. قال ابن عباس- رضي اللّه عنهما- غزا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- غزوة الفتح في رمضان.

قال الزّهري: و سمعت سعيد بن المسيّب يقول مثل ذلك، رواه البخاري [1].

ذكر الأسباب الموجبة للمسير إلى مكة

كانت خزاعة في الجاهلية أصابوا رجلا من بني الحضرميّ و اسمه مالك بن عبّاد، و حلف الحضرميّ يومئذ إلى الأسود بن رزن، خرج تاجرا، فلمّا توسّط أرض خزاعة عدوا عليه فقتلوه و أخذوا ماله فمرّ رجل من خزاعة على بني الدّيل بعد ذلك فقتلوه، فوقعت الحرب بينهم، فمرّ بنو الأسود بن رزن. و هم ذؤيب، و سلمى، و كلثوم على خزاعة فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم، و كان قوم الأسود منخر بني كنانة يودون في الجاهلية ديتين لفضلهم في بني بكر، و نودى دية، فبينا بنو بكر و خزاعة على ذلك بعث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) فحجز بالإسلام بينهم، و تشاغل الناس به- و هم على ما هم عليه من العداوة في أنفسهم- فلمّا كان صلح الحديبية بين رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و بين قريش، و وقع الشّرط «و من أحبّ أن يدخل في عقد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فليدخل، و من أراد أن يدخل في عقد قريش فليدخل» فدخلت خزاعة في عقد رسول- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و كانت خزاعة حلفاء عبد المطلب بن هاشم، و كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بذلك عارفا، و لقد جاءته خزاعة يومئذ بكتاب عبد المطلب فقرأه عليه أبيّ بن كعب- رضي اللّه عنه- و هو: «باسمك اللّهمّ، هذا حلف عبد المطّلب بن هاشم لخزاعة، إذ قدم عليه سرواتهم و أهل الرأي، غائبهم مقرّ بما قاضى عليه شاهدهم، إنّ بيننا و بينكم عهود اللّه و عقوده، و ما لا ينسى أبدا، اليد واحدة، و النصر واحد ما أشرف ثبير، و ثبت حراء مكانه و ما بلّ بحر صوفة و لا يزداد فيما بيننا و بينكم إلا تجددا أبد الدهر سرمدا».

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «ما أعرفني بخلقكم و أنتم على ما أسلمتم عليه من الحلف! فكلّ حلف كان في الجاهليّة فلا يزيده الإسلام إلّا شدة و لا حلف في الإسلام»

[2].


[1] أخرجه البخاري 7/ 595 (4275).

[2] انظر فتح الباري 7/ 592.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست