responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 178

و منها قصة الشجرتين، و قصة تخفيف العذاب عن ميتين، و قصة نبع الماء من بين أصابعه، و قصة الدّابة التي ألقاها البحر لمّا شكا المسلمون من الجوع.

روى مسلم، و أبو نعيم، و البيهقي: عن جابر- رضي اللّه عنه- قال: سرنا مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في غزوة ذات الرّقاع، حتى نزلنا واديا أفيح، و ذهب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقضي حاجته، و اتبعته بإداوة من ماء، فنظر فلم ير شيئا يستتر به، و إذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، و قال: «انقادي عليّ بإذن اللّه تعالى» فانقادت منه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أنّت الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها و قال: «انقادي عليّ بإذن اللّه تعالى» فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالنصف فيما بينهما لأم بينهما، يعني جمعهما فقال: «التئما عليّ بإذن اللّه تعالى». فالتأمتا، قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحسّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بقدمي فيبتعد فجلست أحدّث نفسي، فحانت منّي لفتة، فإذا أنا برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مقبل، و إذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كلّ واحدة منهما على ساق، فرأيت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- وقف وقفة فقال برأسه: «هكذا يمينا و شمالا». ثم أقبل، فلما انتهى إليّ قال: «يا جابر! هل رأيت مقامي؟» قلت: نعم يا رسول اللّه.

قال: «فانطلق إلى الشّجرتين فاقطع من كلّ واحدة منهما غصنا و أقبل بهما، حتّى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك و غصنا عن يسارك». قال جابر: فقمت، فأخذت حجرا فكسرته و حسرته فانزلق لي، ثم أتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا، ثم أقبلت أجترهما حتّى إذا قمت مقام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أرسلت غصنا عن يميني و غصنا عن يساري، ثم لحقت برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقلت: قد فعلت يا رسول اللّه، فعمّ ذلك؟ قال: إني مررت بقبرين يعذّبان، فأحببت بشفاعتي أن يرحه عنهما ما دام القضيبان رطبين فأتينا العسكر، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): يا جابر، ناد بالوضوء، فناديت: ألا وضوء ألا وضوء؟ يا رسول اللّه ما وجدت في الركب من قطرة، و كان رجل من الأنصار يبرد لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الماء في أشجاب له على حمازة من جريد، فقال: «انطلق إلى فلان بن فلان الأنصاري، فانظر هل في أشجابه من شي‌ء؟

فانطلقت إليه فنظرت فلم أجد فيها قطرة ماء إلّا قطرة في عزلاء شجب منها، لو انّي أفرغه بشربة يابسة؟ فأتيت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأخبرته، قال: «اذهب فاتني به، فأتيته به، فأخذه بيده، فجعل يتكلم بشي‌ء لا أدري ما هو، و يغمزه بيده، ثم أعطانيه، فقال: «يا جابر، ناد بجفنة»، فقلت: يا جفنة الركب فأتيت بها تحمل، فوضعت بين يديه، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بيده هكذا، فبسطها في الجفنة، ففرّق بين أصابعه، ثم وضعها في قعر الجفنة، و قال: «خذ يا جابر، فصبّ عليّ، و قل بسم اللّه» فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، ففارت الجفنة، و دارت حتّى امتلأت. فقال: «يا جابر ناد من كانت له حاجة بماء فأتى الناس فاستقوا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست