responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 14

أن تقتل، و كانت في حصن الزّبير بن باطا فدلّت رحى من فوق الحصن، و كان المسلمون ربّما جلسوا تحت الحصن يستظلّون في فيئه، فأطلعت الرّحى فلمّا رآها القوم انفضّوا، و تدرك خلّاد بن سويد فتشدخ رأسه، فحذر المسلمون أهل الحصن، فلمّا كان اليوم الّذي أمر بهم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن يقتلوا فيه دخلت على عائشة- رضي اللّه عنها- فجعلت تضحك ظهرا لبطن، و هي تقول: سراة بني قريظة يقتلون إذ سمعت صوت قائل يا «نباتة»، قالت أنا و اللّه الّتي أدعى، قالت عائشة و لم؟ قالت: قتلني زوجي، و كانت جارية حلوة الكلام فقالت عائشة:

و كيف قتلك زوجك؟ قالت: في حصن الزّبير بن باطا فأمرني فدلّيت رحى على أصحاب محمد فشدخت رأس رجل منهم فمات، و أنا أقتل به، فانطلق بها، فأمر بها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقتلت، بخلّاد بن سويد. فكانت عائشة تقول: لا أنسى طيب نفس نباتة، و كثرة ضحكها، و قد عرفت أنّها تقتل.

و روى أبو داود قصّتها مختصرة.

ذكر خبر ثابت بن قيس و منّ الزبير بن باطا

كان الزّبير بن باطا منّ على ثابت بن قيس بن شمّاس [1] يوم بعاث، فأتى ثابت الزّبير فقال: يا أبا عبد الرّحمن هل تعرفني؟ قال: و هل يجهل مثلك مثلي؟ قال ثابت: إنّ لك عندي يدا، و قدرت أن أجزيك بها، قال الزّبير: إنّ الكريم يجزي الكريم و أحوج ما كنت إليك اليوم،

فأتى ثابت لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: يا رسول اللّه: إنه كان للزّبير عندي يد خير جزّ ناصيتي يوم بعاث، فقال: أذكر هذه النّعمة عندك، و قد أحببت أن أجزيه بها، فهبه لي، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «هو لك» فأتاه ثابت فقال: «إنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد وهبك لي، قال الزّبير: شيخ كبير لا أهل لي و لا مال بيثرب ما أصنع بالحياة؟ فأتى ثابت لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال يا رسول اللّه: اعطني ماله و أهله، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «هو لك» فرجع إلى الزّبير، فقال: إنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد أعطاني ولدك و أهلك و مالك،

فقال الزبير: يا ثابت أما أنت فقد كافأتني و قد قضيت الّذي عليك يا ثابت: ما فعل بالّذي كأن وجهه مرآة صينيّة تتراءى عذارى الحي في وجهه، كعب بن أسد؟ قال: قتل، قال: فما فعل المجلسان؟ يعني بني كعب بن قريظة و بني عمرو بن قريظة. قال: قتلوا، قال: يا ثابت: ما في العيش خير بعد هؤلاء، أرجع إلى دار قد كانوا حلولا فيها فأخلد فيها بعدهم؟ لا حاجة لي في ذلك، و لكن يا ثابت انظر إلى امرأتي‌


[1] ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي الخطيب من كبار الصحابة و صح في (م) أنه من أهل الجنة. انفرد له البخاري بحديث. و عنه ابنه إسماعيل و محمد بن قيس و أنس شهد أحدا و ما بعدها، و قتل يوم اليمامة و نفذت وصيته بعد موته بمنام رآه خالد بن الوليد. له عند (خ) حديث واحد. الخلاصة 1/ 150.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست