responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 123

تحت الأرض يخرجون بالليل فيشربون منها، ثم يرجعون إلى قلعتهم فيمتنعون منك، فإن قطعت عنهم شربهم أصحروا لك، فسار رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى دبولهم فقطعها، فلما قطع عليهم مشاربهم خرجوا و قاتلوا أشد قتال [1].

و قتل من المسلمين يومئذ نفر، و أصيب من اليهود في ذلك اليوم عشرة، و افتتحه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و كان هذا آخر حصون النّطاة.

فلما فرغ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من النّطاة تحوّل إلى الشّق.

ذكر انتقاله- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى محاصرة حصون الشق و فتحها

روى البيهقي عن محمد بن عمر- (رحمه اللّه)- عن شيوخه- (رحمهم اللّه)- قالوا: لما تحوّل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى الشّق و به حصون ذوات عدد، فكان أوّل حصن بدأ به حصن أبيّ، فقام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على قلعة يقال لها سموان فقاتل عليها أهل الحصن، قتالا شديدا، و خرج رجل من يهود يقال له غزول، فدعا إلى البراز، فبرز له الحباب بن المنذر، فاقتتلا فاختلفا ضربات، ثم حمل عليه الحباب، فقطع يده اليمنى من نصف الذراع، فوقع السيف من يد غزول، فبادر راجعا منهزما إلى الحصن، فتبعه الحباب، فقطع عرقوبه، فوقع فذفّف عليه، فخرج آخر، فصاح: من يبارز؟ فبرز له رجل من المسلمين من آل جحش، فقتل الجحشيّ، و قام مكانه يدعو إلى البراز، فبرز له أبو دجانة، و قد عصب رأسه بعصابته الحمراء، فوق المغفر، يختال في مشيته، فبدره أبو دجانة- رضي اللّه عنه- فضربه فقطع رجله ثم ذفّف عليه، و أخذ سلبه، درعه و سيفه، فجاء به إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فنفله رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ذلك، و أحجم اليهود عن البراز، فكبّر المسلمون، ثم تحاملوا على الحصن فدخلوه، يقدمهم أبو دجانة، فوجدوا فيه أثاثا و متاعا و غنما و طعاما، و هرب من كان فيه من المقاتلة، و تقحّموا الجدر كأنهم الظباء حتى صاروا إلى حصن النّزال بالشّق، و جعل يأتي من بقي من فلّ النّطاة إلى حصن النّزال، فغلّقوه، و امتنعوا فيه أشدّ الامتناع، و زحف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إليهم في أصحابه، فقاتلهم، فكانوا أشد أهل الشّق رميا للمسلمين بالنّبل و الحجارة، و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- معهم حتى أصابت النّبل ثياب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و علقت به، فأخذ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- النّبل فجمعها، ثم أخذ لهم كفا من حصى فحصب به حصنهم، فرجف الحصن بهم، ثم ساخ في الأرض، حتّى جاء المسلمون فأخذوا أهله أخذا [2].


[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 4/ 224 و الواقدي في المغازي 2/ 646.

[2] أخرجه البيهقي في الدلائل 4/ 224 و الواقدي 2/ 666.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست