responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 121

- (رحمهم اللّه تعالى)- أن المسلمين لمّا قدموا خيبر أكلوا الثّمرة الخضراء و هي وبيئة وخيمة، فأكلوا من تلك الثمرة. فأهمدتهم الحمّى، فشكوا إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: «قرّسوا الماء في الشّنان، فإذا كان بين الأذانين فاحدروا الماء عليكم حدرا، و اذكروا اسم اللّه- تعالى» ففعلوا فكأنّما نشطوا من العقل [1].

ذكر فتحه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حصن الصعب بن معاذ بن النطاة و ما وقع في ذلك من الآيات‌

لم يكن بخيبر حصن أكثر طعاما و ودكا و ماشية و متاعا منه، و كان فيه خمسمائة مقاتل، و كان الناس قد أقاموا أيّاما يقاتلون ليس عندهم طعام إلّا العلق.

و روى محمد بن عمر عن أبي اليسر كعب بن عمر- رضي اللّه عنه-: أنّهم حاصروا حصن الصّعب بن معاذ ثلاثة أيام، و كان حصنا منيعا، و أقبلت غنم لرجل من يهود ترتع وراء حصنهم، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «من رجل يطعمنا من هذه الغنم»؟ فقلت: أنا يا رسول اللّه فخرجت أسعى مثل الظّبي، و في لفظ: مثل الظّليم، فلمّا نظر إليّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مولّيا قال: «اللهم متّعنا به» فأدركت الغنم‌

- و قد دخل أوّلها الحصن- فأخذت شاتين من آخرها فاحتضنتهما تحت يدي، ثم أقبلت أعدو كأن ليس معي شي‌ء، حتى انتهيت إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأمر بهما فذبحتا، ثم قسّمهما، فما بقي أحد من العسكر الذين معه محاصرين الحصن إلّا أكل منهما، فقيل لأبي اليسر: كم كانوا؟ قال: كانوا عددا كثيرا.

و روى ابن إسحاق عن بعض من أسلم، و محمد بن عمر- (رحمه اللّه)- عن معتّب- بكسر الفوقية المشددة- الأسلمي- رضي اللّه عنه- و اللّفظ له، قال: أصابتنا معشر أسلم مجاعة حين قدمنا خيبر، و أقمنا عشرة أيام على حصن النّطاة لا نفتح شيئا فيه طعام، فأجمعت أسلم أن أرسلوا أسماء بن حارثة- بالحاء المهملة و الثاء المثلثة، فقالوا ائت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقل له: إن أسلم يقرئونك السّلام، و يقولون: إنا قد جهدنا من الجوع و الضعف، فقال بريدة بن الحصيب- بضم الحّاء، و فتح الصاد المهملتين: و اللّه إن رأيت كاليوم قط من بين العرب يصنعون هذا، فقال زيد بن حارثة أخو أسماء: و اللّه إني لأرجو أن يكون هذا البعث إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مفتاح الخير

فجاءه أسماء فقال: يا رسول اللّه إنّ أسلم تقرأ عليك السّلام، و تقول إنّا قد جهدنا من الجوع و الضّعف، فادع اللّه لنا فدعا لهم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ثم قال:


[1] أخرجه ابن أبي شيبة 7/ 454.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست