و روى الترمذي و ابن ماجة و البيهقيّ، بسند ضعيف عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم خيبر على حمار مخطوم برسن من ليف، و تحته إكاف من ليف [2].
قال ابن كثير: الذي ثبت في الصحيح، أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- جرى في زقاق خيبر حتى انحسر الإزار عن فخذه فالظاهر أنه كان يومئذ على فرس لا على حمار، قال: و لعلّ هذا الحديث- إن كان صحيحا- محمول على أنه ركبه في بعض الأيام، و هو محاصرها.
قال محمد بن عمر- (رحمه اللّه)- و جاء الحباب- بضم الحاء المهملة، و موحدتين ابن المنذر- رضي اللّه عنه- فقال: يا رسول اللّه إنك نزلت منزلك هذا، فإن كان من أمر أمرت به فلا نتكلم، و إن كان الرأي تكلّمنا. فقال- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «هو الرّأي» فقال: يا رسول اللّه. دنوت من الحصون، و نزلت بين ظهري النخل، و النّزّ مع أنّ أهل النّطاة لي بهم معرفة، ليس قوم أبعد مدى سهم منهم، و لا أعدل رمية منهم، و هم مرتفعون علينا، ينالنا نبلهم، و لا نأمن من بياتهم، يدخلون في خمر النخل فتحوّل يا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى موضع بريء من النزّ و من الوباء نجعل الحرة بيننا و بينهم حتى لا تنالنا نبالهم و نأمن من بياتهم و نرتفع من النزّ، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «أشرت بالرّأي، و لكن نقاتلهم هذا اليوم»
و دعا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- محمد بن مسلمة- رضي اللّه عنه- فقال: انظر لنا منزلا بعيدا من حصونهم بريئا من الوباء، نأمن فيه من بياتهم، فطاف محمد حتى أتى الرّجيع، ثم رجع إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: يا رسول اللّه وجدت لك منزلا، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «على بركة اللّه»