responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 26

الناس، فتكلم المهاجرون فأحسنوا، ثم استشارهم، و في رواية: فقام أبو بكر فقال فأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال و أحسن، ثم قام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول اللّه امض لما أمرك اللّه، فنحن معك، و اللّه ما نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ‌ [المائدة 24] و لكن اذهب أنت ربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، عن يمينك و شمالك، و بين يديك و خلفك، و الّذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه، فأشرق وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و قال له خيرا و دعا له.

و ذكر موسى بن عقبة و ابن عائذ: أن عمر قال: يا رسول اللّه: إنها قريش و عزّها، و اللّه ما ذلّت منذ عزّت و لا أمنت منذ كفرت، و اللّه لتقابلنّك، فأهّب لذلك أهبته، و أعدّ لذلك عدّته.

انتهى. ثم استشارهم ثالثا ففهمت الأنصار أنه يعنيهم، و ذلك أنهم عدد الناس، فقام سعد بن معاذ، رضي اللّه عنه و جزاه خيرا، فقال: يا رسول اللّه، كأنك تعرّض بنا. قال: أجل، و كان إنما يعنيهم لأنهم بايعوه على أن يمنعوه من الأحمر و الأسود في ديارهم، فاستشارهم ليعلم ما عندهم، فقال سعد: يا رسول اللّه قد آمنّا بك و صدّقناك، و شهدنا أنّ ما جئت به هو الحق، و أعطيناك على ذلك عهودنا و مواثيقنا، على السّمع و الطاعة، فامض لما أردت، و لعلك يا رسول اللّه تخشى أن تكون الأنصار ترى عليها ألّا ينصروك إلا في ديارهم، و إني أقول عن الأنصار و أجيب عنهم، فاظعن حيث شئت، و صل حبل من شئت، و اقطع حبل من شئت، و خذ من أموالنا ما شئت، و أعطنا ما شئت، و ما أخذت منّا كان أحبّ إلينا مما تركت، و ما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فو اللّه لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان- و في رواية: برك الغماد من ذي يمن- لنسيرنّ معك، و اللّه لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلّف منا رجل واحد، و ما نكره أن نلقي عدوّنا غدا، إنّا لصبر في الحرب، صدق في اللّقاء، لعلّ اللّه يريك منّا ما تقرّبه عينك، و لعلك خرجت لأمر فأحدث اللّه غيره، فسر بنا على بركة اللّه، فنحن عن يمينك و شمالك، و بين يديك و خلفك، و لا نكوننّ كالذين قالوا لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ‌ و لكن اذهب أنت و ربّك فقاتلا إنا معكما متّبعون فأشرق وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و سرّ بقول سعد،

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «سيروا على بركة اللّه، و أبشروا، فإن اللّه تعالى وعدني إحدى الطائفتين، و اللّه لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم»،

و كره جماعة لقاء العدو [1].

و روى ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس قال: كان اللّه تعالى وعدهم إحدى الطائفتين، و كان أن يلقوا العير أحبّ إليهم و أيسر شوكة. و أحصى نفرا، فلما سبقت العير و فاتت‌


[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 110 و ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 166.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست