responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 23

ذكر رؤيا جهيم بن الصلت‌

روى البيهقي عن ابن شهاب و ابن عقبة و عروة بن الزّبير قالوا: لما نزلت قريش بالجحفة [1] كان فيهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال: جهيم بن الصّلت بن مخرمة- و أسلم بعد ذلك في حنين- فوضع جهيم رأسه فأغفى، ثم فزع فقال لأصحابه: هل رأيتم الفارس الذي وقف عليّ آنفا؟ قالوا: لا، إنك مجنون قال: قد وقف عليّ فارس آنفا، فقال:

قتل أبو جهل، و عتبة بن ربيعة، و شيبة، و زمعة، و أبو البختري و أمية بن خلف، و عدّد رجالا ممّن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبّة بعيره، ثم أرسله في العسكر، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه من دمه، فقال له أصحابه: إنما لعب بك الشيطان، و رفع الحديث إلى أبي جهل فقال: قد جئتم بكذب المطّلب مع كذب بني هاشم.

ذكر خروج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من المدينة في رمضان. قال ابن سعد: يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت، و قال ابن هشام: لثمان ليال خلون من شهر رمضان، و ضرب عسكره ببئر أبي عنبة- بكسر العين و فتح النون بلفظ اسم المأكول- و هي على ميل من المدينة. فعرض أصحابه، و ردّ من استصغر منهم، فردّ عبد اللّه بن عمر، و أسامة بن زيد، و رافع بن خديج، و البراء بن عازب، و أسيد بن حضير، و زيد بن أرقم، و زيد بن ثابت، و عمير بن أبي وقّاص، فقال: ارجع، فبكى فأجازه، فقتل ببدر هو ابن ستّ عشرة سنة، و أمر أصحابه أن يستقوا من بئر السّقيا، و شرب من مائها، و صلّى عند بيوت السّقيا، و دعا يومئذ للمدينة فقال: اللهم إن إبراهيم عبدك و خليلك و نبيّك دعاك لأهل مكة، و إنّي محمد عبدك و نبيّك أدعوك لأهل المدينة، أن تبارك لهم في صاعهم و مدّهم و ثمارهم، اللهم حبّب إلينا المدينة، و اجعل ما بها من الوباء بخمّ، اللهم إني حرّمت ما بين لا لابتيها كما حرّم إبراهيم خليلك مكة.

و كان خبيب بن إساف ذا بأس و نجدة و لم يكن أسلم، و لكنه خرج منجدا لقومه من الخزرج طالبا للغنيمة،

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): لا يصحبنا إلا من كان على ديننا فأسلم و أبلى بلاء حسنا، و راح عشيّة الأحد من بيوت السّقيا.

و قال (صلّى اللّه عليه و سلم)‌ حين فصل منها: اللهم إنهم حفاة فاحملهم، و عراة فاكسهم، و جياع فأشبعهم، و عالة فأغنهم من فضلك.


[1] الجحفة بالضم، ثم السكون، و الفاء: كانت قرية كبيرة، ذات منبر، على طريق مكة على أربع مراحل، و هي ميقات أهل مصر و الشام، إن لم يمرّوا على المدينة، و كان اسمها مهيعة، و سمّيت الجحفة لأن السيل جحفها [مراصد الاطلاع 1/ 315].

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست