responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 417

لئن رفعتها عليك- لأفضحنّك و لئن صمت ليهلكنّ ديني و لإحداهما أيسر عليّ من الأخرى».

فمشى إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فذكر ما قال له جلاس. فأرسل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إليه فحلف جلاس باللّه لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «لقد كذب عليّ عمير و ما قلت ما قال عمير. فقال عمير: «بل و اللّه قلته فتب إلى اللّه تعالى، و لو لا أن ينزل قرآن فيجعلني معك ما قلته». فجاء الوحي إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فسكتوا لا يتحرك أحد. و كذلك كانوا يفعلون لا يتحركون إذا نزل الوحي، فرفع عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَ إِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ [التوبة 74] فقال [جلاس‌]: «قد قلته و قد عرض اللّه عليّ التوبة فأنا أتوب». فقبل ذلك منه، و كان همّ أن يلحق بالمشركين. [و قال ابن سيرين لما نزلت هذه الآية:

أخذ النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بأذن عمير و قال‌]: «يا غلام وفت أذنك و صدّقك- ربّك».

تنبيهات‌

الأول: ذكر في سبب نزول هذه الآية شي‌ء آخر: و هو قول عبد اللّه بن أبيّ في غزوة المر يسيع: «و اللّه ما مثلنا و مثل محمد إلا كما قال القائل: سمّن كلبك يأكلك. و اللّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ». فسعى بها زيد بن أرقم إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم). فأرسل خلف ابن أبيّ فحلف باللّه ما قاله، فأنزل اللّه تعالى الآية. رواه ابن جرير، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم عن قتادة. و سيأتي بيان ذلك في غزوة المريسيع إن شاء اللّه تعالى.

الثاني: روى محمد بن عمر عن عبد الحميد بن جعفر، أن الجلاس تاب و حسنت توبته، و لم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير، و كان ذلك مما عرفت به توبته.

و من المنافقين: نبتل- بنون مفتوحة فموحدة ساكنة ففوقية مفتوحة فلام- ابن الحارث، و كان رجلا جسيما، أدلم، ثائر شعر الرأس أحمر العينين، أسفع الخدّين، و هو الذي‌

قال فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «من أحبّ أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث».

و روى ابن إسحاق عن بعض بني العجلان أنه حدّث أن جبريل أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال له: «إنه يجلس إليك رجل أدلم ثائر شعر الرأس أسفع الخدّين أحمر العينين كأنهما قدران من صفر، كبده أغلظ من كبد الحمار، ينقل حديثك إلى المنافقين فأحذره». و كانت تلك صفة نبتل بن الحارث يأتي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فيجلس إليه فيسمع منه ثم ينقل حديثه إلى المنافقين. و هو الذي قال لهم: «إنما محمد أذن، من حدّثه بشي‌ء صدّقه». فأنزل اللّه تعالى:

وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست