responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 398

الباب السابع في إرادة شأس بن قيس إيقاع الفتنة بين الأوس و الخزرج لما رأى كلمتهم مجتمعة

روى ابن إسحق و ابن جرير و ابن المنذر و غيرهما عن زيد بن أسلم مطوّلا، و الفريابي و ابن جرير و غيرهما عن ابن عباس مختصرا، و ابن المنذر عن عكرمة، و ابن جرير و ابن أبي حاتم عن السّدّي كذلك و اللفظ للأول، قال: كان شأس بن قيس شيخا قد عسا، عظيم الكفر، شديد الضّغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، فمرّ على نفر من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من الأوس و الخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدّثون فيه، فغاظه ما رأى من ألفتهم و جماعتهم و صلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية. فلما أن جاء الإسلام اصطلحوا و ألف اللّه بين قلوبهم. فقال: «لقد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد، لا و اللّه ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار». فأمر فتى شابّا من يهود كان معه فقال: «اعمد إليهم فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بعاث و ما كان قبله و أنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار.

ففعل، فأنشدهم بعض ما قاله أحد الحيّين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك [شي‌ء] فقال الحيّ الآخرون: و قد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا و كذا [فقال الآخرون: و قد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا و كذا. فتكلّم القوم عند ذلك، و تنازعوا و تفاخروا، حتى تواثب رجلان من الحيّين: أوس بن قيظي [أحد بني حارثة بن الحارث‌] من الأوس، و جبّار بن صخر [أحد بني سلمة] من الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: «ان شئتم رددناها الآن جذعة». فغضب الفريقان جميعا، و قالوا: «قد فعلنا، موعدكم الظاهرة- و الظاهرة الحرّة- السّلاح السّلاح».

فخرجوا إليها. [فانضمّت الأوس و الخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية].

فبلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم‌

فقال: «يا معشر المسلمين: اللّه اللّه، أ بدعوى الجاهلية و أنا بين أظهركم بعد أن هداكم اللّه للإسلام و أكرمكم به، و قطع به عنكم أمر الجاهلية، و استنقذكم به من الكفر، و ألّف به بينكم، فترجعون إلى ما كنتم عليه كفّارا»؟

[1] فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، و كيد من عدوّهم، فألقوا السلاح من أيديهم و بكوا، و عانق الرجال من الأوس و الخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سامعين مطيعين، قد أطفأ اللّه عنهم كيد عدوّهم: عدوّ اللّه شأس بن‌


[1] ذكره السيوطي في الدر 2/ 57 و عزاه لابن إسحاق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبي الشيخ.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست