responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 396

الباب السادس في سبب نزول سورة الإخلاص‌

روى أبو الشيخ في العظمة عن أنس بن مالك، و ابن أبي حاتم، و ابن عدي، و البيهقي في الأسماء و الصفات عن ابن عباس و الطبراني في السنة عن الضّحّاك، و ابن جرير، و ابن المنذر عن قتادة، أن رهطا من اليهود منهم كعب بن الأشرف و حييّ بن أخطب، جاءوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقالوا: «يا محمد، هذا اللّه خلق الخلق فمن خلق اللّه»؟ فغضب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى انتقع لونه، ثم ساورهم غضبا لربّه، فجاء جبريل فسكّنه و قال: «خفّض عليك يا محمد»، و جاءه من اللّه عز و جل بجواب ما سألوه [عنه‌] فأنزل اللّه تعالى‌ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص 1] [1]، أصل أحد هنا واحد، لأنه بمعنى الواحد، قلبت الواو همزة، و هو دالّ على جميع صفات الجلال، كما دلّ اللّه على جميع صفات الكمال، إذ الواحد الحقيقي ما يكون منزّه الذات عن اتحاد التركيب و التعدّد، و ما يستلزمه أحدهما كالجسمية و التّحيّز (اللّه الصّمد):

المقصود في الحوائج على الدوام، أو هو الذي قد انتهى في سؤدده، فيصمد الناس إليه في حوائجهم، و الخلائق يفتقرون إلى رحمته، أو هو من لا جوف له، أو هو الكامل في جميع صفاته، أو الذي لا يطعم و لا يخرج منه شي‌ء، أو الباقي بعد فناء خلقه، و اللّه تعالى هو الموصوف بهذا على الإطلاق، فإنه مستغن عن غيره مطلقا، و كل ما عداه يحتاج إليه في جميع جهاته، و تعريفه بصمديته بخلاف أحديته. و تكرر الاسم الكريم للإشعار بأنه من لم يتصف به‌


[1] قال الرازي: في سبب نزولها و فيه وجوه: الأول: أنها نزلت بسبب سؤال المشركين،

قال الضحاك: إن المشركين أرسلوا عامر بن الطفيل إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و قالوا: شققت عصانا و سببت آلهتنا، و خالفت دين آبائك، فإن كنت فقيرا أغنيناك، و إن كنت مجنونا داويناك، و إن هويت امرأة زوجناكها، فقال (عليه الصلاة و السلام): «لست بفقير، و لا مجنون، و لا هويت امرأة، أنا رسول اللّه أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته»،

فأرسلوه ثانية و قالوا: قل له بين لنا جنس معبودك، أمن ذهب أو فضة، فأنزل اللّه هذه السورة، فقالوا له: ثلاثمائة و ستون صنما لا تقوم بحوائجنا، فكيف يقوم الواحد بحوائج الخلق؟

فنزلت: وَ الصَّافَّاتِ‌ [الصافات: 1] إلى قول: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ [الصافات: 4] فأرسلوه أخرى، و قالوا بين لنا أفعاله فنزل: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‌ [يونس: 3]. الثاني: أنها نزلت بسبب سؤال اليهود، روى عكرمة عن ابن عباس أن اليهود جاءوا إلى رسول اللّه و معهم كعب بن الأشرف، فقالوا: يا محمد هذا اللّه خلق الخلق، فمن خلق اللّه؟ فغضب نبي اللّه (عليه السلام) فنزل جبريل فسكنه، و قال: اخفض جناحك يا محمد، فنزل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فلما تلاه عليهم قالوا: صف لنا ربك كيف عضده، و كيف ذراعه؟ فغضب أشد من غضبه الأول، فأتاه جبريل بقوله: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‌ [الأنعام: 91]. الثالث أنها نزلت بسبب سؤال النصارى،

روى عطاء عن ابن عباس، قال: قدم وفد نجران، فقالوا: صف لنا ربك أمن زبرجد أو ياقوت، أو ذهب، أو فضة؟ فقال: إن ربي ليس من شي‌ء لأنه خالق الأشياء فنزلت‌ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قالوا: هو واحد، و أنت واحد، فقال: ليس كمثله شي‌ء، قالوا: زدنا من الصفة، فقال: اللَّهُ الصَّمَدُ فقالوا: و ما الصمد؟ فقال: الذي يصمد إليه الخلق في الحوائج، فقالوا: زدنا فنزل:

لَمْ يَلِدْ كما ولدت مريم‌ وَ لَمْ يُولَدْ كما ولد عيسى‌ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يريد نظيرا من خلقه‌].

تفسير الرازي 32/ 161.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست