responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 340

منقوشة و سقّفه بالسّاج. زاد في العيون: و نقل إليه الحصباء من العقيق.

و أول من اتخذ فيه المقصورة مروان بن الحكم بناها بحجارة منقوشة [و جعل لها كوى‌]، ثم لم يحدث فيه شيئا إلى أن ولي الوليد بن عبد الملك بن مروان بعد أبيه، فكتب إلى عمر بن عبد العزيز عامله على المدينة يأمره بهدم المسجد و بنائه، و بعث إليه بمال و فسيفساء و رخام و ثمانين صانعا من الروم و القبط من أهل الشام و مصر، فبناه و زاد فيه، و ولى القيام بأمره و النفقة عليه صالح بن كيسان و ذلك في سنة سبع و ثمانين و يقال: من سنة ثمان و ثمانين.

و لم يحدث فيه أحد من الخلفاء شيئا حتى استخلف المهدي. قال محمد بن عمر:

بعث المهدي عبد الملك بن شبيب الغسّائي و رجلا من ولد عمر بن عبد العزيز إلى المدينة لبناء مسجدها و الزيادة فيه، و عليها يومئذ جعفر بن سليمان بن علي، فمكثا في عمله سنة، و زاد في مؤخّره مائة ذراع فصار طوله ثلاثمائة ذراع و عرضه مائتي ذراع. و قال علي بن محمد المدائني: «ولّى المهدي جعفر بن سليمان مكة و المدينة و اليمامة فزاد في مكة و مسجد المدينة، و تمّ بناء مسجد المدينة في سنة اثنتين و ستين و مائة. و كان المهدي أتى إلى المدينة في سنة ستين و مائة قبل الحج فأمر بقلع المقصورة و تسويتها مع المسجد، و يقال إن المأمون عمره أيضا و زاد فيه. و اللّه أعلم.

ثم لم يزد فيه شيئا أحد من الخلفاء بعد المأمون، و لم يعمّروا إلا مواضع يسيرة، إلى أن حصل الحريق [في المسجد النبوي‌] في أول شهر رمضان سنة أربع و خمسين و ستمائة أول الليل لدخول أبي بكر بن أوحد الفرّاش الحاصل الذي في الزاوية الغريبة لاستخراج قناديل لمنائر المسجد. و ترك الضوء الذي كان في يده على قفص من أقفاص القناديل و فيه مشاق فاشتعلت النار فيه و أعجزه إطفاؤها و علقت ببسط و غيرها مما في الحاصل و تزايد الالتهاب حتى اتصلت بالسقف بسرعة [ثم دبّت في السقوف‌] آخذة قبلة فأعجلت الناس عن إطفائها بعد أن نزل أمير المدينة و اجتمع معه غالب أهلها، فلم يقدروا على قطعها، و ما كان إلا أقل من القليل حتى استولى الحريق على جميع سقف المسجد الشريف و ما احتوى من المنبر النبوي و الأبواب و الخزائن و المقاصير و الصناديق و لم تبق خشبة واحدة، و كذا الكتب، و كسوة الحجرة الشريفة. قال القطب القسطلاني: و كان عليها حينئذ إحدى عشرة ستارة، و أزالت النار تلك الزخارف التي لا ترضي، و شوهد من هذه النار صفة القهر و العظمة الإلهية مستولية على الشريف و المشروف. و كان هذا الحريق عقب ظهور نار الحجاز المنذر بها من أرض المدينة، و حماية أهلها منها لما التجأوا إلى مسجدها، فانطفأت عند وصولها لحرمها. قلت: و سيأتي بيان ذلك في المعجزات إن شاء اللّه تعالى.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست