responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 33

ابن عادل: «فاعل ينطق إما ضمير النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و هو الظاهر، و إما ضمير القرآن كقوله تعالى: هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ‌ [الجاثية: 29].

ابن القيّم: تنزّه تعالى عن نطق رسوله (صلّى اللّه عليه و سلم) عن أن يصدر عن هوىّ، و بهذا الكمال هداه و أرشده، و لم يقل: و ما ينطق بالهوى، لأن نفي نطقه عن الهوى أبلغ، فإنه يتضمّن أن نطقه لا يصدر عن هوى، و إذا لم يصدر عن هوى فكيف ينطق به؟ فتضمّن نفي الأمرين: نفي الهوى عن مصدر النّطق، و نفيه عن النطق نفسه، فنطقه بالحق، و مصدره الهدى و الرشاد، لا الغيّ و الضلال.

اللباب: قال النحاس [1]: «قول قتادة أولى و تكون» «عن» على بابها أي ما يخرج نطقه عن رأيه، إنما هو بوحي من اللّه تعالى، لأن بعده‌ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‌ [النجم: 4].

و قيل: هو بمعنى الباء، أي ما ينطق بالهوى، أي ما يتكلم بالباطل، و ذلك أنهم قالوا: إن محمدا يقول من تلقاء نفسه». المصباح: الهوى مقصور مصدر هويته من باب تعب إذا أحببته و علقت به، ثم أطلق على ميل النفس و انحرافها عن الشي‌ء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال اتّبع هواه».

الإمام البيهقي: «و أحسن ما يقال في تفسير الهوى أنه المحبة، لكن من النفس، يقال هويته بمعنى أحببته. و الحروف التي في هوي تدل على الدّنوّ و النزول و السقوط و منه الهاوية، فالنفس إذا كانت دنيّة و تركت المعالي و تعلّقت بالسفاسف فقد هوت فاختص الهوى بالنفس الأمّارة بالسوء».

الشعبي: «إنما سمّي الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه». و قال بعض الحكماء: «الهوى إله معبود، له شيطان شديد، يخدمه شيطان مريد، فمن عبد أوثانه، و أطاع سلطانه، و اتّبع شيطانه، ختم اللّه تعالى على قلبه، و حرم الرّشاد من ربّه، فأصبح صريح غيّه، غريق ذنبه، و قال عزّ من قائل‌ أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‌ عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى‌ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ، وَ جَعَلَ عَلى‌ بَصَرِهِ غِشاوَةً، فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ‌ [الجاثية: 23] و قال تعالى: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‌ [القصص: 50].

و قال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): «ثلاث منجيات و ثلاث مهلكات، فالمنجيات: خشية اللّه في السّرّ و العلانية، و الحكم بالعدل في الرضا و الغضب، و الاقتصاد في الفقر و الغنى، و المهلكات: شجّ‌




[1] أحمد بن محمد بن إسماعيل المراديّ المصري، أبو جعفر النحاس: مفسر، أديب. مولده و وفاته بمصر. كان من نظراء نفطويه و ابن الأنباري. زار العراق و اجتمع بعلمائه. و صنف «تفسير القرآن» و «إعراب القرآن» و «تفسير أبيات سيبويه» و «ناسخ القرآن و منسوخه» و «معاني القرآن» انظر الأعلام 1/ 208.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست