responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 316

لخلق الأنبياء منها و دفنهم بها. و قال النووي: «المختار الذي عليه الجمهور أن السموات أفضل من الأرض، أي ما عدا ما ضمّ الأعضاء الشريفة. و أجمعوا بعد على تفضيل مكة و المدينة على سائر البلاد، و اختلفوا فيهما، فذهب عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه و بعض الصحابة و أكثر المدنيين، كما قال القاضي إلى تفضيل المدينة، و هو مذهب الإمام مالك، و إحدى الروايتين عن الإمام أحمد، و الخلاف في غير الكعبة الشريفة فهي أفضل من بقية المدينة اتفاقا. و إيراد حجج الفريقين ممّا يطول به الكتاب.

و يدل لما ذكر من أن النفس تخلق من تربة الدّفن ما رواه الحاكم و صحّحه عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال:

مرّ النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بقبر، فقال: «قبر من هذا»؟ فقالوا: قبر فلان الحبشيّ يا رسول اللّه. فقال: «لا إله إلا اللّه سيق من أرضه و سمائه إلى التّربة التي منها خلق».

و تقدم في أول باب من هذا الكتاب أثر كعب: «أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) خلق من القبضة التي أخذت من قبره الشريف». و روى [يزيد الجريري قال: سمعت ابن سيرين يقول: «لو حلفت لحلفت صادقا باراّ غير شاكّ و لا مستثن أن اللّه تعالى ما خلق نبيّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لا أبا بكر و لا عمر إلا من طينة واحدة، ثم ردّهم إلى تلك الطينة».

و روى الإمام أحمد و الترمذي و حسنّه، و الطبراني و الحاكم عن مطر بن عكامس- بضم العين المهملة و تخفيف الكاف و كسر الميم فسين مهملة- و الترمذي و صحّحه عن أبي عزّة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «إذا قضى اللّه لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة» [1].

قال الحكيم الترمذي: «إنما صار أجله هناك لأنه خلق من تلك البقعة و قد قال اللّه تعالى: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى‌ [طه 55] قال: فإنما يعاد المرء من حيث بدئ منه».

و روى ابن الجوزي في الوفا عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت: «لما قبض النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و سلم اختلفوا في دفنه» فقال عليّ رضي اللّه عنه: «إنه ليس في الأرض بقعة أكرم على اللّه من بقعة قبض فيها نفس نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم)».

و روى أبو يعلي عن أبي بكر رضي اللّه عنه أنه قال: «سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: «لا يقبض النبي إلا في أحب الأمكنة إليه» [2].

قال السيد: «و أحبّها إليه أحبّها إلى ربّه لأن حبّه تابع لحبّ ربّه. و ما كان أحبّ إلى اللّه و رسوله كيف لا يكون أفضل؟ قال: و لهذا سلكت هذا المسلك في تفضيل المدينة فقد صحّ‌


[1] أخرجه الترمذي (2146) و ذكره العجلوني في كشف الخفا 1/ 97 و زاد نسبته لعبد اللّه بن الإمام أحمد.

[2] انظر البداية و النهاية 5/ 266.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست