responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 315

الباب الثامن في تفضيلها على البلاد لحوله (صلّى اللّه عليه و سلم) فيها

نقل أبو الوليد الباجي و القاضي عياض و غيرهما الإجماع على تفضيل ما ضمّ الأعضاء الشريفة حتى على الكعبة كما قاله أبو اليمن بن عساكر في تحفته، و جزم بذلك أبو محمد عبد اللّه بن أبي عمر البسكري [1]- بموحدة مكسورة و قيل بفتحها و سين مهملة ساكنة فكاف مفتوحة و كسرها فراء،- (رحمه اللّه).

جزم الجميع بأنّ خير الأرض ما* * * قد حاط ذات المصطفى و حواها

و نعم لقد صدقوا بساكنها علت‌* * * كالنّفس حين زكت زكا مأواها

بل نقل القاضي تاج الدين السبكي [2] عن ابن عقيل [3] الحنبلي أنها أفضل من العرش، و جزم بذلك أبو عبد اللّه محمد بن رزين البحيري الشافعي أحد السادة العلماء الأولياء فقال في قصيدته في الوفاة النبوية:

و لا شكّ أنّ القبر أشرف موضع‌* * * من الأرض و السّبع السّموات طرّة

و أشرف من عرش المليك و ليس في‌* * * مقالي خلاف عند أهل الحقيقة

و صرّح التاج الفاكهي بتفضيلها على السموات، قال: بل الظاهر المتعيّن تفضيل جميع الأرض على السماء لحلوله (صلّى اللّه عليه و سلم) بها، و حكاه الشيخ تاج الدين إمام الفاضلية عن الأكثرين‌


[1] البشكري: بكسر الباء المنقوطة بواحدة و سكون السين المهملة و في آخرها الراء، هذه النسبة إلى بسكرة، و هي بلدة من بلاد المغرب، و قدم علينا فقيه فاضل سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة من هذه البلدة مرو عندنا و توفي في هذه السنة و كان يذكر نسبته البسكري. الأنساب 1/ 354.

[2] عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام، العلامة قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن، الأنصاري، الخزرجي، السبكي. مولده بالقاهرة سنة سبع- بتقديم السين- و عشرين و سبعمائة، و قيل: سنة ثمان، و قرأ على الحافظ المزي، و لازم الذهبي و تخرج به، و طلب بنفسه، و دأب. قال الحافظ شهاب الدين بن حجي: أخبرني أن الشيخ شمس الدين بن النقيب أجازه بالإفتاء و التدريس، و لما مات ابن النقيب كان عمر القاضي تاج الدين ثماني عشرة سنة، و أفتى، و درس و حدث و صنف، و أشغل، و ناب عن أبيه بعد وفاة أخيه القاضي الحسين، ثم استقل بالقضاء بسؤال والده في شهر ربيع الأول سنة ست و خمسين، ثم عزل مدة لطيفة، ثم أعيد، ثم عزل بأخيه بهاء الدين، و من تصانيفه «شرح مختصر ابن الحاجب» «رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب». توفي شهيدا بالطاعون في ذي الحجة سنة إحدى و سبعين و سبعمائة. انظر الطبقات لابن قاضي شهبة 3/ 105، 106، و البداية و النهاية 14/ 316، و الدرر الكامنة 2/ 425 و النجوم الزاهرة 11/ 108، و البدر الطالع 1/ 410 و شذرات الذهب 6/ 221، و الأعلام 4/ 335.

[3] علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الظفري، أبو الوفاء، و يعرف بابن عقيل: عالم العراق و شيخ الحنابلة ببغداد في وقته. كان قويّ الحجة، اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته. و كان يعظم الحلاج، فأراد الحنابلة قتله، فاستجار بباب المراتب عدة سنين. ثم أظهر التوبة حتى تمكن من الظهور. له تصانيف أعظمها «كتاب الفنون» قال الذهبي في تاريخه: كتاب الفنون لم يصنف في الدنيا أكبر منه. و له «الواضح في الأصول و «الفرق» و «الفصول» في فقه الحنابلة، عشرة مجلدات، الأعلام 4/ 313.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست