responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 273

فيكم، خلّوا سبيلها فإنها مأمورة»، و اعترضه زياد بن لبيد، و فروة بن عمرو، من بني بياضة، فقالا: «يا رسول اللّه هلمّ إلى المواساة و العزّ و الثروة و العدد و القوة، نحن أهل الدرك يا رسول اللّه»، فقال رسول اللّه: «خلّوا سبيلها فإنها مأمورة». و في حديث البراء فقال: «إني أنزل على أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك». ثم مرّ ببني عديّ بن النّجّار و هم أخواله فقام أبو سليط و صرمة بن أبي أنس في قومهما فقالا: «يا رسول اللّه نحن أخوالك هلمّ إلى العدد و المنعة و القوة مع القرابة، لا تجاوزنا إلى غيرنا يا رسول اللّه، ليس أحد من قومنا أولى بك منا لقرابتنا بك». فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «خلّوا سبيلها فإنها مأمورة».

فسار حتى إذا أتت دار بني عديّ بن النّجّار قامت إليه وجوههم، ثم مضى حتى انتهى إلى باب المسجد، فبركت راحلته على باب مسجده (صلّى اللّه عليه و سلم) و ذكر الأقشهري في روضته عن ابن نافع صاحب مالك في أثناء كلام نقله عن مالك أن «ناقته (صلّى اللّه عليه و سلم) لما أتت موضع مسجده بركت و هو عليها و أخذه الذي كان يأخذه عند الوحي». ثم وثبت فسارت غير بعيد، و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة، فبركت فيه ثم تلحلحت و أرزمت، و وضعت جرانها. و جعل جبّار بن صخر ينخسها رجاء أن تقوم فتنزل في دار بني سلمة فلم تفعل. فنزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عنها و قال: «هنا المنزل إن شاء اللّه» وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ‌ [المؤمنون 29] و جاء أبو أيوب فكلّموه في النزول عليهم فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أيّ بيوت أهلنا أقرب»؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبيّ اللّه، هذه داري و هذا بابي و قد حططنا رحلك فيها. قال: «فانطلق فهيّئ لنا مقيلا» [1]، فذهب فهيّأ لهما مقيلا. و روى الطبراني عن عبد اللّه بن الزبير أنه كان هناك عريش يرشّونه و يعمرونه و يبتردون فيه حتى نزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عن راحلته فأوى إلى الظّلّ فنزل فيه فأتاه أبو أيوب الأنصاري فقال: يا رسول اللّه منزلي أقرب المنازل إليه فانقل رحلك. قال: «نعم»، فذهب برحله إلى المنزل، فأتاه آخر فقال: يا رسول اللّه انزل عليّ، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم):

«المرء مع رحله حيث كان»، فمضت مثلا فنزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في منزل أبي أيوب و قرّ قراره و اطمأنّت داره و نزل معه زيد بن حارثة

[2].

و ذكر ابن سعد أن أسعد بن زرارة أخذ بزمام النّاقة فكانت عنده. و عند عائذ و سعيد بن منصور أن ناقته استناخت به أولا فجاءه ناس فقالوا: المنزل يا رسول اللّه، فقال: «دعوها»، فانبعثت حتى استناخت عند موضع المنبر من المسجد ثم تلحلحت فنزل عنها فأتاه أبو أيوب‌




[1] أخرجه البخاري 5/ 80 و البيهقي في الدلائل 2/ 249 و أبو نعيم في الدلائل (114).

[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 1/ 160.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست