responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 272

و روى البخاري عن البراء رضي اللّه عنه أنه قال: «ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشي‌ء فرحهم برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و روى ابن ماجة عن أنس رضي اللّه عنه أنه قال: «لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة أضاء منها كلّ شي‌ء». و روى ابن أبي خيثمة رضي اللّه عنه قال: «شهدت يوم دخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة فلم أر يوما أحسن منه و لا أضوأ».

فلم يمرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بدار من دور الأنصار إلا قالوا: «هلمّ يا رسول اللّه إلى العزّ و المنعة و الثروة». فيقول لهم خيرا و يدعوا أو يقول: «إنها مأمورة خلّوا سبيلها»، فمرّ ببني سالم فقام إليه عتبان- بكسر العين المهملة- ابن مالك، و نوفل بن عبد اللّه بن مالك بن العجلان، و هو آخذ بزمام راحلته، فقال: «يا رسول اللّه انزل فينا فإن فينا العدد و العشيرة و الحلقة، و نحن أصحاب الفضاء و الحدائق و الدّرك، يا رسول اللّه قد كان الرجل من العرب يدخل هذه البحرة خائفا فيلجأ إلينا فنقول له: «قوقل حيث شئت». فجعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يتبسّم و يقول: «خلّوا سبيلها فإنها مأمورة» [1]، فقام إليه عبادة بن الصامت، و عباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان، فجعلا يقولان: «يا رسول اللّه انزل فينا»، فيقول النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): «بارك اللّه عليكم إنها مأمورة».

فلما أتى مسجد بني سالم و هو المسجد الذي في الوادي: وادي رانوناء، أدركته الجمعة هناك فصلّاها فيه و كانت أول جمعة صلّاها في المدينة، و قيل إنه كان يصلّي الجمعة بمسجد قباء، و عند ابن سعد أنه صلى معه الجمعة مائة نفس، ثم أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عن يمين الطريق [حتى جاء بنو الحبلى‌]، فأراد أن ينزل على عبد اللّه بن أبيّ [بن سلول‌]، و هو يومئذ سيّد الخزرج في أنفسها فقال: اذهب إلى الذين دعوك فانزل عليهم. فقال سعد بن عبادة: «لا تجد يا رسول اللّه في نفسك من قوله، فقد قدمت علينا و الخزرج تريد أن تملّكه عليها، فلما ردّ اللّه ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك و لكن هذه داري، ذكره موسى بن عقبة و رزين. قال السيد: «الذي في الصحيح ذكر سعد بن عبادة لذلك في قصة عيادته (صلّى اللّه عليه و سلم) له من مرض بعد سكناه بالمدينة». قلت: و يحتمل أن سعدا قال ذلك مرّتين، و اللّه أعلم.

فمرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ببني ساعدة فقال له سعد بن عبادة، و المنذر بن عمرو، و أبو دجانة: «هلمّ يا رسول اللّه إلى العزّ و الثروة و القوة و الجلد»، و سعد يقول: «يا رسول اللّه ليس من قومي رجل أكثر عذقا و لا فم بئر مني مع الثروة و الجلد و العدد فيقول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «يا أبا ثابت خلّ سبيلها فإنها مأمورة». فمضى و اعترضه سعد بن الرّبيع، و عبد اللّه بن رواحة، و بشير بن سعد، فقالوا: «يا رسول اللّه لا تجاوزنا فإنا أهل عدد و ثروة و حلقة»، قال: «بارك اللّه‌


[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 1/ 160.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست