responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 224

جماع أبواب الهجرة إلى المدينة الشّريفة

الباب الأول في إذن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) للمسلمين في الهجرة إلى المدينة

روى ابن سعد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف و عن عروة عن عائشة رضي اللّه عنهما قال: لما صدر السبعون من عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) طابت نفسه و قد جعل اللّه له منعة و قوما أهل حرب [وعدّة] و نجدة، و جعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج فضيّقوا على أصحابه و تعبّثوا بهم، و نالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشّتم و الأذى، فشكا ذلك أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و استأذنوه في الهجرة، فقال: «قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين»- و هما الحرّتان- «و لو كانت السّراة أرض نخل و سباخ لقلت هي هي». ثم مكث أياما ثم خرج إلى أصحابه مسرورا فقال: «قد أخبرت بدار هجرتكم و هي يثرب، فمن أراد الخروج فليخرج إليها».

فجعل القوم يتجهّزون و يترافقون و يتواسون و يخرجون و يخفون ذلك. فكان أول من قدم المدينة من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أبو سلمة بن عبد الأسد- بسين و دال مهملتين [1]. قال ابن إسحاق: «هاجر إلى المدينة قبل بيعة العقبة بسنة. و حبست عنه امرأته أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بمكة نحو سنة ثم أذن لها بنو المغيرة الذين حبسوها في اللحاق بزوجها فانطلقت وحدها مهاجرة حتى إذا كانت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة [بن أبي طلحة] أخا بني عبد الدار و كان يومئذ مشركا و أسلم بعد ذلك، فشيّعها حتى إذا أوفى على قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال لها: هذا زوجك في هذه القرية. ثم انصرف راجعا إلى مكة، فكانت تقول: ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ثم استأخر عنّي حتى إذا نزلت عنه استأخر ببعيري فحطّ عنه ثم قيّده في الشجرة، ثم أتى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرّواح قام إلى بعيري فقدّمه فرحله، ثم استأخر عنّي و قال: اركبي. فإذا ركبت و استويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني، [فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة].


[1] أخرجه البخاري 3/ 128 و ابن سعد في الطبقات 1/ 1/ 152 و ابن خزيمة في صحيحه (265) و البيهقي في الدلائل 2/ 459.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست