responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 19

الحادي عشر: معنى قوله: بارَكْنا حَوْلَهُ‌:

الراغب (رحمه اللّه): «البركة ثبوت الخير الإلهي في الشي‌ء، و المبارك ما فيه ذلك الخير».

المصباح: «البركة الزيادة و النّماء، و بارك اللّه تعالى فيه فهو مبارك، و الأصل مبارك فيه».

الأنموذج: فإن قيل: كيف قال: بارَكْنا حَوْلَهُ‌، و لم يقل باركنا عليه أو فيه، مع أن البركة في المسجد تكون أكثر من خارج المسجد و حوله، خصوصا المسجد الأقصى؟ قلنا أراد البركة الدنيوية كالأنهار الجارية و الأشجار المثمرة، و ذلك حوله لا فيه. و قيل أراد البركة الدينية فإنه مقر الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، و متعبّدهم و مهبط الوحى و الملائكة. و إنما قال: بارَكْنا حَوْلَهُ‌، لتكون بركته أعمّ و أشمل، فإنه أراد بما حوله ما أحاط به من أرض الشام و ما قاربه منها، و ذلك أوسع من مقدار بيت المقدس، و لأنه إذا كان هو الأصل، و قد بارك في لواحقه و توابعه من البقاع كان هو مباركا فيه بالطريق الأولى بخلاف العكس. و قيل أراد بالبركة: الدينية و الدنيوية و وجههما ما مرّ.

و قيل المراد: باركنا ما حوله من بركة نشأت منه، فعمّت جميع الأرض، لأن مياه الأرض كلها أصل انفجارها من تحت صخرة بيت المقدس». انتهى.

الكفيل: «فإن قيل إذا كانت البركة حول المسجد الأقصى فما ذا يتميز عليه المسجد الحرام؟ قلت: البركة حول المسجد الأقصى باعتبار الدنيا و رفاهيتها و خصبها، و البركة حول المسجد الحرام باعتبار الدين و الفضل و تضعيف الحسنات فيه للطائفين و العاكفين و المتوطنين و الوافدين، لأن الأجر يكون على قدر النّصب، و هو واد غير ذي زرع، نزّهه اللّه عن خصب الدنيا وسعتها، لئلا يكون القصد إليه ممزوجا بقصد الدنيا، فهذه البركة الدينية أفضل من تلك البركة الدنيوية». انتهى.

«و حوله» منصوب على الظرف أي أوقعنا البركة حوله، و قيل تقديره: باركنا ما حوله.

أبو عبيد الهروي (رحمه اللّه تعالى): «رأيت الناس حوله و حواليه و حواله و يجمع أحوالا».

الراغب: حول الشي‌ء جانبه الذي يمكن أن يتحوّل إليه و الضمير راجع إلى المسجد الأقصى».

الثاني عشر: في الكلام على قوله تعالى: لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا.

السّمين و ابن عادل [1]: «قرأ العامة بنون العظمة، جريا على «باركنا»، و فيه التفات من‌


[1] عمر بن على بن عادل الحنبلي الدمشقي، أبو حفص، سراج الدين: صاحب التفسير الكبير «اللباب في علوم الكتاب» توفي سنة 880. انظر الأعلام 5/ 58.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست