responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 135

بيّنته في: «الفوائد المجموعة في بيان الأحاديث الموضوعة».

و روى أبو الشيخ من طريق اللّيث قال: حدثني خالد بن سعيد قال: «بلغني أن إسرافيل مؤذّن أهل السماء يسمع تأذينه من في السموات السبع و من في الأرض، إلا الجنّ و الإنس، ثم يتقدم عظيم الملائكة فيصلي بهم»، قال: «و بلغنا أن ميكائيل يؤم الملائكة بالبيت المعمور» و استدلّ بهذه الأحاديث على أن الملائكة أكثر المخلوقات، لأنه لا يعرف من جميع العوالم من يتجدّد من جنسه في كل يوم سبعون ألفا غير ما ثبت في هذه الأحاديث.

التنبيه الثالث و الخمسون:

قوله: «فرفع إلى البيت المعمور»

معناه أنه أري له. و قد يحتمل أن يكون المراد الرفع و الرؤية معا، لأنه قد يكون بينه و بين البيت عوالم حتى لا يقدر على إدراكه، فرفع إليه و أمدّ في بصره و بصيرته حتى رآه، و يحتمل أن تكون تلك العوالم التي كانت بينه و بين البيت المعمور أزيلت حتى أدركه بصره. و قد يحتمل أن يكون العالم بقي على حاله و البيت على حاله، و أمدّ في بصره و بصيرته حتى أدركه و عاينه، و القدرة صالحة للكلّ، يشهد لذلك‌

قوله (صلّى اللّه عليه و سلم): «رفع إليّ بيت المقدس على ما سيأتي فيه»،

و التأويل فيه كالتأويل في البيت المعمور.

و أكثر الروايات: «رفعت إلى سدرة المنتهى»، بضم الراء و سكون العين و ضم التاء من «رفعت»، و بعده حرف الجرّ. و لبعضهم «و رفعت» بفتح العين و سكون التاء، أي «السدرة لي» باللام أي من أجلي، و يجمع بين الروايتين بأن المراد أنه رفع إليها أي ارتقي بها فظهرت له و الرّفع إلى الشي‌ء يطلق على التقريب منه.

التنبيه الرابع و الخمسون:

وجه مناسبة المعراج الثامن إلى سدرة المنتهى لما اشتملت عليه السنة الثامنة من الهجرة. إن السنة الثامنة اشتملت على فتح مكة، و مكة، أمّ القرى و إليها المنتهى و منها المبتدأ، على ما ورد أن الأرض كلها دحيت [1] من مكة، فلذلك سمّيت أم القرى، أو هي أمّ القرى لأن أهل القرى يرجعون إليها في الدين و الدنيا حجّا و اعتمارا و جوارا و كسبا و اتجارا قال اللّه تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ‌ [المائدة:

97] أي تقوم بأبدانهم و أديانهم. و قال تعالى‌ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ‌ [الحج 28] قيل هي الأجر و التجارات في الموسم. فبين سدرة المنتهى و أم القرى من المناسبة ما لا يخفى، إذ سدرة المنتهى ينتهي إليها علم الخلائق، و مكة ينتهي إليها أهل الآفاق شرقا و غربا و فيها يكون الاجتماع. فكان بلوغه إلى سدرة المنتهى تنبيها على بلوغه إلى فتح مكة أم القرى في العام‌


[1] الدّحو: البسط، و المدحوّات: الأرضون. يقال: دحا يدحو و يدحى: أي بسط و وسّع. انظر النّهاية لابن الأثير 2/ 106.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست