responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 134

البدن و ينزل في مثله، و كذلك صعودها و عودها إلى البدن في النوم و اليقظة. و قد مثّلها بعضهم بالشمس في السماء و شعاعها في الأرض.

قال شيخنا- يعني أبا العباس الحرّاني: و ليس هذا مثالا مطابقا فإن نفس الشمس لا تزول من السماء و الشعاع الذي على الأرض لا هو الشمس و لا صفتها بل عرض حصل بسبب الشمس و الجزم المقابل لها، و الروح نفسها تصعد و تنزل و بسط الكلام على ذلك و لهذا مزيد بيان في باب حياة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في قبره.

التنبيه الثاني و الخمسون:

في الكلام على البيت المعمور: قال أبو عبيدة: معنى المعمور الكثير الغاشية و يسمى الضّراح [1]- بضم الضاد المعجمة- و يقال المهملة. قال الزمخشري في ربيع الأبرار و هو غلط صراح، و بالضّراح تسمّيه الملائكة، و سمي به لأنه ضرح عن الأرض أي بعد قال مجاهد: «البيت المعمور و هو الضريح» يعني بالمعجمة و هو في اللغة:

البعيد، و أكثر الروايات على أنه في السماء السابعة.

و روى ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و صححه عن أنس رضي اللّه عنه عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، قال: «البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة» [2]. و رواه الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما مرفوعا أيضا.

و روى إسحاق بن راهويه عن علي رضي اللّه عنه‌ أنه سئل عن البيت المعمور، قال: «بيت اللّه في السماء السابعة بحيال البيت، و حرمته كحرمة هذا في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودن إليه».

و في حديث أبي هريرة عند ابن مردويه و العقيلي و ابن أبي حاتم عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «و في السماء السابعة بيت يقال له البيت المعمور و في السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان، يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة فيخرج عنه سبعون ألف قطرة، يخلق اللّه من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلّون فيه فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا، و يولّى عليه أحدهم ثم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبّحون اللّه في إلى أن تقوم الساعة [3]».

و إسناده ضعيف. و الصحيح أنه ليس بموضوع كما


[1] الضرّاح بيت في السّماء حيال الكعبة و يروى: الضريح و هو البيت المعمور، من المضارحة، و هي المقابلة و المضارعة. انظر النهاية لابن الأثير 3/ 81.

[2] أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 417 و أحمد في المسند 3/ 153 و الحاكم في المستدرك 2/ 468 و ذكره السيوطي في الدر 6/ 117 و المتقي الهندي في الكنز (34794).

[3] أخرجه ابن كثير في التفسير 7/ 404 و قال: هذا حديث غريب جدا، تفرد به روح بن جناح هذا، و قد أنكر هذا الحديث عليه جماعة من الحفاظ منهم: الجوزجاني و العقيلي، و الحاكم أبو عبد اللّه النيسابوري و غيرهم: و قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة و لا سعيد و لا الزهري.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست