responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 120

نعمة اللّه تعالى بذلك أو استبشارا به، و قد علموا أن بشرا لا يترقّى هذا الترقي إلا بإذن اللّه تعالى و أن جبريل لا يصعد بمن لا يرسل إليه. و قول الخازن: «من معك؟» يشعر أنّهم أحسّوا معه برفيق و إلا لكان السؤال: «أ معك أحد؟» و ذلك الإحساس إما بمشاهدة لكون السماء شفّافة، و إما لأمر معنوي بزيادة أنوار، و لزم من البعث إليه (صلّى اللّه عليه و سلم) الإذن في إزالة الموانع و فتح أبواب السماء. و لم يتوقّف الخازن على أن يوحى إليه بالفتح، لأنه لزم عنده من البعث الإذن، و في قول الخازن: «مرحبا به» إلى آخره ما يدل على أن الحاشية إذا فهموا من سيدهم عزما لإكرام وافد أن يبشّروه بذلك و إن لم يأذن لهم فيه، و لا يكون في ذلك إفشاء للّسّر، لأن الخازن أعلم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حال استدعائه أنه استدعاء إكرام و إعظام، فعجّل بالبشرى و الفراسة الصادقة عند أهلها و في محلها يحصل [بها] العلم كما يحصله الوحي، و لم يخاطبه الخازن بصيغة الخطاب فيقول: «مرحبا بك» و إنما أراد التحية بصيغة الغيبة، و السّرّ في ذلك أنه حيّاه قبل أن يفتح الباب و قبل أن يصدر من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) خطاب، و لهذا قال الملك لجبريل: «و من معك؟» فخاطبه بصيغة الخطاب، لأن جبريل خاطب الملك، فارتفع حكم الغيبة بالتخاطب من الجانبين، و يجوز أن يكون حيّاه بغير صيغة الخطاب تعظيما له لأن هاء الغيبة ربما كانت أفخم من كاف الخطاب.

التنبيه الرابع و الثلاثون:

قول جبريل حين سئل: «من معه» فقال: «محمد»، دليل على أن الاسم أرفع من الكنية لأنه أخبر باسمه و لم يخبر بكنيته، و هو (عليه الصلاة و السلام) مشهور في العالمين العلوي و السفلي، فلو كانت الكنية أشرف من الاسم لأخبر بها.

التنبيه الخامس و الثلاثون:

قال ابن أبي جمرة: «استفهام الملائكة»: «و قد أرسل إليه؟» دليل على أن أهل العالم العلوي يعرفون رسالته و مكانته لأنهم سألوا عن وقتها: هل جاء؟ لا عنها، و لذلك أجابوا بقولهم: «مرحبا و نعم المجي‌ء جاء» و كلامهم بهذه الصيغة أدلّ دليل على ما ذكرناه من معرفتهم بجلالة مكانته و تحقيق رسالته لأن هذا أجلّ ما يكون من حسن الخطاب، و الترفيع على المعروف من عادة العرب. و قد قال العلماء في معنى قوله تعالى:

لَقَدْ رَأى‌ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‌ [النجم: 18] إنه رأى صورة ذاته المباركة في الملكوت فإذا هو عروس المملكة».

التنبيه السادس و الثلاثون:

وقع في رواية أنس و من رواية أبي ذرّ رضي اللّه عنهما:

«قلت لجبريل: من هذا؟ قال: أبوك آدم». و ظاهره أنه سأل عنه بعد أن قال له آدم: «مرحبا».

و رواية مالك بن صعصعة بعكس ذلك، و هي المعتمدة، فتحمل هذه عليها، و ليس في رواية أبي ذرّ ترتيب. و في قول آدم: «مرحبا بالابن الصالح»، إشارة إلى افتخاره بأبوّته للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست