responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 119

فكاف بفاءين بينهما واو- المحبوس.

التنبيه الحادي و الثلاثون:

استفتاح جبريل باب السماء يحتمل أن يكون بقرع أو صوت. قال الحافظ: «و الأشبه الأول لأنه صوت معروف». قلت: في حديث ثابت البناني عن أنس رضي اللّه عنه: «فقرع الباب». قال ابن دحية: و في استفتاح جبريل لأبواب السماء دليل على أنه صادف أبوابها مغلقة، و إنما لم تهيّأ للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالفتح قبل مجيئه، و إن كان أبلغ في الإكرام، لأنه لو رآها مفتّحة لظنّ أنها لا تزال كذلك، ففعل ذلك ليعلم أن ذلك فعل من أجله، و أن اللّه تعالى أراد أن يطلعه على كونه معروفا عند أهل السموات، و قول أمين الوحي لما قبل له: من هذا؟ «جبريل»: سمّى نفسه لئلا يلتبس بغيره و لا يحتاج إلى موقف للمراجعة في المرّة، فإنه معهود عندهم نزوله و صعوده و لذلك قدّم اسمه لأنه الرسول بإحضار النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

و استنبط ابن دحية و تبعه ابن المنير من قول الملك: «مرحبا» إلى آخره، جواز ردّ السلام بغير لفظه. و تعقّبا بأن قول الملك: مرحبا، ليس ردّ السلام، فإنه كان قبل أن يفتح الباب، و السياق يرشد إليه. و قد نبّه على ذلك ابن أبي جمرة. و وقع في رواية أن جبريل قال له عند كل نبيّ: «سلّم عليه»، فردّ (عليه السلام).

التنبيه الثاني و الثلاثون:

ينبغي للمستأذن إذا قيل له هذا أن يسمّي نفسه فيقول: محمد الشامي مثلا، و لا يقتصر على قوله: محمد، مثلا، لأن المسمّى بمحمد كثير، فيشتبه عليه، و لا يقول: «أنا» فإن جبريل ههنا لم يقل: «أنا»، بل سمّى نفسه، و لم يرد أن أحدا من الملائكة سمّى جبريل غير أمين اللّه تعالى على وحيه.

و أنكر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) على الذي استأذن عليه فقال:

«من هذا؟» فجعل يقول: «أنا» فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): أنا أنا إنكارا لذلك‌

[1]. و كرهت هذه اللفظة لوجهين: أحدهما أن فيها إشعارا بالعظمة. و في الكلام السائر أول من قال: أنا إبليس فشقي حيث قال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ‌، [الأعراف: 12]، و تعس فرعون حيث قال‌ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى‌ [النزعات: 24] و الثاني أنها مبهمة لافتقار الضمير إلى العود، فهي غير كافية في البيان، و الضمير إذا عاد و تعيّن مضمرة كان أعرف المعارف، و المستأذن محجوب عن المستأذن عليه غير متعيّن عنده فكأنه أحاله على جهالة.

التنبيه الثالث و الثلاثون:

قول الخازن: «و قد بعث إليه؟» أراد الاستفهام فحذف الهمزة للعلم بها أي: «أو قد بعث إليه؟» قال العلماء: ليس هذا الاستفهام عن البعث الذي هو الرسالة لأنه كان مشهورا في الملكوت الأعلى، بل البعث للمعراج، و قيل: بل سألوا تعجبا من‌


[1] أخرجه البخاري 11/ 37 (6250).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست