responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 113

دار عمل؟ و أجاب القاضي و تبعه السبكي بجوابين: الأول: إنا نقول: إنهم كالشهداء بل أفضل، و الشهداء أحياء عند ربهم، فلا يبعد أن يحجّوا و أن يصلّوا كما ورد في الحديث الآخر، و أن يتقربوا إلى اللّه تعالى بما استطاعوا لأنهم و إن كانوا قد توفوا فهم في هذه الدنيا التي هي دار العمل حتى إذا فنيت مدّتها، و تعقبها الآخرة التي هي دار الجزاء انقطع العمل، و حاصله أن البرزخ ينسحب عليه حكم الدنيا في استكثارهم من الأعمال و زيادة الأجور. الثاني و لفظه للسبكي (رحمه اللّه تعالى): «إنا نقول إن المنقطع في الآخرة إنما هو التكليف، و قد تحصل الأعمال من غير تكليف على سبيل التلذذ بها و الخضوع للّه تعالى. و لهذا ورد أنهم يسبّحون و يدعون و يقرأون القرآن و انظر إلى سجود النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) وقت الشفاعة، أليس ذلك عبادة و عملا؟

و على كلا الجوابين لا يمتنع حصول هذه الأعمال في مدة البرزخ».

و قد صح عن ثابت البناني التابعي أنه قال: «اللهم إن كنت أعطيت أحدا أن يصلي في قبره فأعطني ذلك». فرؤي بعد موته يصلّي في قبره، و يكفي رؤية النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لموسى قائما يصلي في قبره، لأن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و سائر الأنبياء لم يقبضوا حتى خيّروا بين البقاء في الدنيا و بين الآخرة فاختاروا الآخرة. و لا شك أنهم لو بقوا في الدنيا لازدادوا من الأعمال الصالحة ثم انتقلوا إلى الجنة، فلو لم يعلموا أن انتقالهم إلى اللّه تعالى أفضل لما اختاروه، و لو كان انتقالهم من هذه الدار يفوت عليهم زيادة فيما يقرب إلى اللّه تعالى لما اختاروه. انتهى و لهذا مزيد بيان يأتي في باب حياته في قبره (صلّى اللّه عليه و سلم).

التنبيه الثامن عشر:

هذه الصلاة التي صلاها النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام، الصواب أنّها الصلاة المعروفة لأن النص يحمل على حقيقتها الشرعية قبل اللغوية إلا إذا تعذّر حمله على الشرعية، و لم يتعذّر هنا فوجب حمله على الشرعية. و على هذا قال بعضهم: «كانت الصلاة التي صلّاها العشاء» و قال بعضهم: «إنها الصبح».

قلت: و ليسا بشي‌ء سواء قلنا صلّى بهم قبل العروج أو بعده لأن أول صلاة صلّاها النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من الخمس مطلقا الظّهر بمكة باتفاق، و من حمل الأولية على مكة فعليه الدليل، و الذي يظهره و اللّه تعالى أعلم أنها كانت من النّفل أو كانت من الصلاة المفروضة عليه قبل ليلة الإسراء، و في فتاوى النووي ما يؤيد الثاني.

التنبيه التاسع عشر:

قال بعضهم: و رؤيته إياهم (صلّى اللّه عليه و سلم) في السماء محمولة على رؤيته أرواحهم إلا عيسى، لما صحّ أنه رفع بجسده، و قد قيل في إدريس أيضا ذلك. و أما الذين صلّوا معه في بيت المقدس فيحتمل الأرواح خاصة، و يؤيده ما في حديث أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، عند الحاكم و البيهقي، «فلقي أرواح الأنبياء»، و فيه دليل على تشكّل الأرواح‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست