قبل وقوفي على الكلام السّابق فكتب لي بخطه: هذا الحديث يقتضي أن المعاني جعلها اللَّه تعالى ذواتا فعند ذلك قال الملك لصاحبه: اجعله في كفّة و اجعل ألفا من أمته في كفة. ففعل فرجح ماله (صلّى اللّه عليه و سلم) رجحانا طاش معه ما للألف بحيث يخيّل إليه أنه يسقط بعضهم عليه، و لمّا عرف الملكان منه الرجحان و أنه معنى لو اجتمعت المعاني كلها للأمة و وضعت في كفة و وضع ماله (صلّى اللّه عليه و سلم) لرجح على الأمة، قالا: لو أن أمته وزنت به مال بهم، لأن مآثر خير الخلق (صلّى اللّه عليه و سلم) و ما وهبه اللَّه تعالى له من الفضائل يستحيل أن يساويها غيرها. و اللَّه أعلم.