responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 65

الموحدة و سكون الشين المعجمة بعدها مثناة فوقية- في شرح المصابيح و الطّيبيّ في شرح المشكاة و الحافظ و الشيخ و غيرهم (رحمهم اللّه تعالى) أن جميع ما ورد في شق الصدر و استخراج القلب و غير ذلك مما يجب التسليم له دون تعرّض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شي‌ء من ذلك. و يؤيّده الحديث الصحيح أنهم كانوا يرون أثر المخيط في صدره (صلّى اللّه عليه و سلم).

قال الشيخ (رحمه اللّه تعالى): و ما وقع من بعض جهلة العصر من إنكار ذلك و حمله على الأمر المعنوي و إلزام قائله القول بقلب الحقائق، فهو جهل صريح و خطأ قبيح نشأ من خذلان اللَّه تعالى لهم و عكوفهم على العلوم الفلسفية و بعدهم عن دقائق السّنة. عافانا اللَّه تعالى من ذلك.

الثالث: قال العلّامة ابن المنيّر- بضم الميم و فتح النون و كسر التحتية المشددة (رحمه اللّه تعالى): و شقّ الصدر له (صلّى اللّه عليه و سلم) و صبره عليه من جنس ما ابتلى به اللَّه الذّبيح و صبر عليه، بل هذا أشقّ و أجلّ لأن تلك معاريض و هذه حقيقة، و أيضا فقد تكرّر و وقع له (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو صغير يتيم بعيد من أهله (صلّى اللّه عليه و سلم) و زاده شرفا و فضلا.

الرابع: سئل شيخ الإسلام أبو الحسن السّبكي (رحمه اللّه تعالى) عن العلقة السوداء التي أخرجت من قلبه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين شقّ فؤاده و قول الملك: هذا حظّ الشيطان منك.

فأجاب (رحمه اللّه تعالى): بأن تلك العلقة خلقها اللَّه تعالى في قلوب البشر قابلة لما يلقيه الشيطان فيها فأزيلت من قلبه (صلّى اللّه عليه و سلم) فلم يبق فيه مكان لأن يلقي الشيطان فيه شيئا. هذا معنى الحديث و لم يكن للشيطان فيه حظ. و أما الذي نفاه الملك هو أمر في الجبلّات البشرية فأزيل القابل الذي لم يكن يلزم من حصوله حصول القذف في القلب.

قيل له: فلم خلق اللَّه تعالى هذا القابل في هذه الذات الشريفة، و كان يمكن أن لا يخلقه اللَّه تعالى فيها؟ فقال: إنه من جملة الأجزاء الإنسانية فخلقه تكملة للخلق الإنساني و لا بد منه و نزعه كرامة ربّانية طرأت.

و قال غيره: لو خلق اللَّه تعالى نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم) سليما فيها لم يكن للآدميين اطّلاع على حقيقته، فأظهره اللَّه تعالى على يد جبريل (عليه الصلاة و السلام) ليتحقق كمال باطنه كما برز لهم مكمّل الظاهر.

الخامس: قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة [1]- و هو بجيم مفتوحة فراء مهملة


[1] عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي، أبو محمد: من العلماء بالحديث، مالكي. أصله من الأندلس و وفاته بمصر. من كتبه «جمع النهاية اختصر به صحيح البخاري، و يعرف بمختصر ابن أبي جمرة، و «بهجة النفوس» في شرح جمع النهاية، و «المرائي الحسان» في الحديث و الرؤيا. توفي سنة 695 ه [الأعلام 4/ 89].

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست