responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 98

و سابعها:

الأفعال، و هي الجذب و الدّفع.

و أحوال بدن الإنسان ثلاثة: الصّحّة، و المرض و حالة لا صحّة و لا مرض كالنّاقة، و هو الّذي برئ من مرضه و لم يرجع لحالته الأولى، و الشّيخة.

فالصّحّة هيئة بدنية تكون الأفعال معها سليمة، فالعافية أفضل ما أنعم الله على الإنسان بعد الإسلام، إذ لا يتمكّن الإنسان من حسن تصرّفه و القيام بطاعة ربّه إلا بوجودها، و لا مثل لها، فليشكرها العبد و لا يكفرها.

و قد قال- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس: الصّحّة و الفراغ» [1] رواه البخاريّ.

و قال- (عليه الصلاة و السلام)-: «سلوا اللّه، العفو و العافية، فإنّه ما أوتي أحد بعد اليقين خيرا من معافاة» [2] رواه النّسائيّ.

و عنه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «ما سئل الله شيئا أحبّ إليه من أن يسأل العافية» [3] رواه الترمذي.

و سأل أعرابي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقال: يا رسول اللّه، ما أسأل الله بعد الصّلوات؟ قال:

«سل الله العافية».

و في حكمة داود- (عليه الصلاة و السلام)-: «العافية ملك خفيّ و غمّ ساعة هرم سنة».

و قيل: العافية تاج على رؤوس الأصحّاء، لا يبصرها إلا المرضى.

و قيل: العافية نعمة مغفول عنها.

و كان بعض السلف يقول: كم لله من نعمة تحت كل عرق ساكن، اللهم، ارزقنا العفو و العافية في الدّين و الدّنيا و الآخرة.

و المرض: حالة مضادّة للصّحّة يخرج بها الجسم عن المجرى الطبيعيّ، و كل مرض له ابتداء فيزيد، و انحطاط و انتهاء، و

الأسباب ستّة:

أحدها:

الهواء، و يضطرّ إليه لتعديل الرّوح، فما دام صافيا لا يخالطه نتن و ريح خبيثة، كان حافظا للصّحة، فإن تغيّر تغير حكمه، و كل فصل فإنه يورث الأمراض المناسبة له و يزيل المضادّة له، فالصّيف يثير الصّفراء، و يوجب أمراضها، و يبرئ الأمراض الباردة، و الهواء البارد يشدّ البدن و يقوّيه، و يجيد الهضم، و الحارّ بالضّدّ، و عند تغير الهواء يكون الوباء.


[1] أخرجه البخاري 11/ 229 (6412).

[2] أخرجه النسائي في السنن الكبرى 6/ 220.

[3] أخرجه الترمذي 5/ 500 (3515).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست