responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 91

الباب الثاني عشر في سيرته- (صلّى اللّه عليه و سلّم) في علاج الصرع‌

أخرجا في «الصحيحين» من حديث عطاء بن أبي رباح، قال: قال ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبيّ فقالت: إني أصرع، و إني أتكشّف، فادع اللّه لي، فقال: «إن شئت صبرت و لك الجنّة، و إن شئت دعوت اللّه لك أن يعافيك»، فقالت: أصبر. قالت: فإني أتكشّف، فادع اللّه أن لا أتكشف، فدعا لها [1].

قلت:- و القائل ابن القيم- الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، و صرع من الأخلاط الرديئة. و الثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه و علاجه.

و أما صرع الأرواح، فأئمتهم و عقلاؤهم يعترفون به، و لا يدفعونه، و يعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيّرة العلوية لتلك الأرواح الشّريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، و تعارض أفعالها و تبطلها، و قد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع، و قال:

هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط و المادة. و أما الصرع الذي يكون من الأرواح، فلا ينفع فيه هذا العلاج.

و أما جهلة الأطباء و سقطهم و سفلتهم، و من يعتقد بالزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صرع الأرواح، و لا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، و ليس معهم إلا الجهل، و إلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، و الحسّ و الوجود شاهد به، و إحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط، هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها.

و قدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع: المرض الإلهي، و قالوا: إنه من الأرواح، و أما جالينوس و غيره، فتأوّلوا عليهم هذه التسمية، و قالوا: إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس، فتضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ.

و هذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح و أحكامها، و تأثيراتها، و جاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده.

و من له عقل و معرفة بهذه الأرواح و تأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء و ضعف عقولهم.

و علاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، و أمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه، و صدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح و بارئها، و التعوّذ


[1] أخرجه البخاري 10/ 99 في المرض: باب من يصرع من الريح، و مسلم (2265).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست