كلمته، اللّهمّ فاجعلنا ممّن يتبع ما أنزل اللّه إليه و ثبّتنا بعده و اجمع بيننا [1] و بينه.
قال محمد بن عمر الأسلميّ: حدّثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ قال: وجدتّ هذا في صحيفة بخطّ أبي فيها أنه لما كفّن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و وضع على سريره دخل أبو بكر و عمر فقالا: السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته و معهما نفر من المهاجرين و الأنصار قدر ما يسع البيت فسلّموا كما سلّم أبو بكر و عمر و صفّوا صفوفا لا يؤمّهم أحد فقال أبو بكر و عمر: و هما في الصّفّ الأوّل حيال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- اللّهمّ إنّا نشهد أنه قد بلّغ ما أنزل إليه و نصح لأمته، و جاهد في سبيل اللّه تعالى، حتى أعز اللّه تعالى دينه و تمت كلماته فآمن به وحده لا شريك له فاجعلنا يا إلهنا ممّن يتبع القول الّذي أنزل معه و اجمع بيننا و بينه حتّى يعرفنا و نعرفه فإنّه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما لا نبتغي بالإيمان بدلا و لا نشتري به ثمنا أبدا، فيقول النّاس آمين آمين! ثم يخرجون و يدخل آخرون حتى صلّى عليه الرّجال ثمّ النّساء ثم الصّبيان [2].
قال بعض العلماء: صلّوا عليه بعد الزوال يوم الاثنين إلى مثله من الثلاثاء.
و قيل: إنّهم مكثوا ثلاثة أيّام يصلّون.
قال الشيخ مجد الدّين الفيروزآبادي [3] في القاموس: صلوا عليه فنادى مناد صلّوا أفواجا بلا إمام.
و قيل: جماعات جماعات و حزروا ثلاثين ألفا من الملائكة فيكونون ستين ألفا، لأن مع كل واحد ملكين انتهى.
و روى أبو يعلى و الإمام أحمد- بسند جيّد عن عليّ- رضي اللّه تعالى عنه- قال: أضجع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- على السرير ثم أذن للنّاس فدخلوا فوجا فوجا يصلّون عليه بغير إمام حتّى لم يبق أحد بالمدينة [حرّ و لا عبد إلا صلّى عليه].
و روى عن سالم بن عبد الله- (رحمه اللّه تعالى)- قال: قالوا لأبي بكر: هل يصلّى على الأنبياء؟ قال: يجيء قوم فيكبّرون و يدعون و يجيء آخرون حتّى يفرغ النّاس.
تنبيهات
الأوّل: قال ابن كثير و غيره: و صلاتهم عليه فرادى لم يؤمّهم أحد عليه أمر مجمع عليه لا خلاف فيه.