responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 317

و روى البلاذري- بسند جيد- أن عمر بن عبد العزيز بعث ابن الزبير الحنظليّ إلى الحسن فقال له: هل كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- استخلف أبا بكر؟ فقال الحسن أ و في شكّ صاحبك، و اللّه الذي لا إله إلا هو، استخلفه حين أمره بالصّلاة دون النّاس، و لهو كان أتقى للّه من أن يتوثّب عليها.

و روى البلاذري عن إبراهيم التيمي، و ابن سيرين قال: لمّا مات رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أتوا أبا عبيدة بن الجرّاح، فقالوا: ابسط يدك نبايعك فإنّك أمين هذه الأمّة على لسان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقال: أ تأتوني و فيكم الصّدّيق، ثاني اثنين؟ و في لفظ: ثالث ثلاثة، قيل:

لابن سيرين: و ما ثالث ثلاثة؟ قال: أ لم تقرأ هذه الآية ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا [التوبة: 40].

و روى ابن عقبة- بأسناد جيد- عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أنّ رجالا من المهاجرين غضبوا في بيعة أبي بكر، منهم عليّ و الزّبير، فدخلا بيت فاطمة بنت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و معهما السّلاح، فجاءهما عمر بن الخطّاب في عصابة من المهاجرين و الأنصار، فيهم أسيد بن حضير و سلمة بن سلامة بن وقش الأشهليّان و ثابت بن قيس بن شمّاس الخزرجيّ، فكلّموهما حتى أخذ أحدهم سيف الزّبير فضرب به الحجر حتى كسره، ثم قام أبو بكر فخطب النّاس، و اعتذر إليهم، و قال: و اللّه ما كنت حريصا على الإمارة يوما قطّ، و لا ليلة، و لا سألتها اللّه تعالى قطّ سرّا و لا علانية. و لكنّي أشفقت من الفتنة و ما لي في الإمارة من راحة، و لكنّي قلّدت أمرا عظيما ما لي به طاقة، و لا يدان إلا بتقوية اللّه تعالى، و لوددت أنّ أقوي الناس عليها مكاني اليوم، فقبل المهاجرون منه ما قاله، و ما اعتذر به، و قال عليّ و الزبير:

ما غضبنا إلّا أنّا أخّرنا عن المشورة، و إنا لنرى أنّ أبا بكر أحقّ النّاس بها بعد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و إنّه لصاحب الغار، و ثاني اثنين، و إنّا لنعرف له شرفه و لقد أمره رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بالصّلاة بالنّاس و هو حيّ.

قال أبو الربيع: و ذكر غير ابن عقبة أن أبا بكر- رضي اللّه تعالى عنه- قام في النّاس بعد مبايعتهم إيّاه يقيلهم في بيعتهم، و أستقيلهم فيما تحمّله من أمرهم، و يعيد ذلك عليهم، كلّ ذلك يقولون: و اللّه لا نقيلك و لا نستقيلك، قدّمك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فمن ذا يؤخّرك.

قلت:

و روى البلاذري عن أبي الجحاف قال: لما بويع أبو بكر، و بايعه النّاس، قام ينادي ثلاثا: أيّها النّاس قد أقلتكم بيعتكم فقال عليّ: و اللّه لا نقيلك و لا نستقيلك قدّمك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في الصّلاة، فمن ذا يؤخّرك و لم يبدأ أبو بكر- رضي اللّه تعالى عنه- بعد أن فرغ من أمر البيعة، و اطمأنّ الناس بشي‌ء من النّظر قبل إنفاذ أسامة، فقال له: امض لوجهك الذي‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست